18 سبتمبر 2025

تسجيل

حدث تاريخي!

10 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بفوزها بأغلبية مندوبي ولاية نيوجيرسي ضمنت السيدة هيلاري كلينتون ورقة ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض غمار المنافسة على رئاسة الولايات المتحدة التي ستجري بشهر نوفمبر المقبل وبذلك تكون هيلاري أول إمرأة بتاريخ أمريكا تحصل على ترشيح حزبها لخوض الانتخابات الرئاسية. وما من شك أن ترشيحها يعد نقطة فارقة في تاريخ الولايات المتحدة ويشكل حدثا تاريخيا بكل ما تحمل الكلمة من معنى.ويبدو أن المجتمع الأمريكي قد استفاق في العقد الماضي على واقع جديد لم يعد للتمييز فيه ضد السود والنساء أي مكان، فبعد أن قهر باراك أوباما كل منافسيه البيض وفاز مرتين في الانتخابات الرئاسية جاء دور النساء إذ تشير استطلاعات الرأي أن هيلاري كلينتون هي صاحبة الحظ الأوفر في تحقيق انتصار انتخابي في شهر نوفمبر الماضي ضد الجمهوري المتشدد دونالد ترامب.لا ننكر أننا في العالم العربي نتابع الانتخابات الأمريكية وذلك لهيمنة أمريكا في منطقتنا، وربما يشكل ذلك اختراقا كبيرا لنا لأننا ربما لا نهتم لانتخابات أخرى في العالم بقدر اهتمامنا بهوية رئيس الولايات المتحدة وأجنداته ومواقفه من مختلف ملفات المنطقة.وبسبب مواقف المرشح الجمهوري رونالد ترامب من المسلمين نجد أن هناك من بين العرب من يفضل أن تصل هيلاري كلينتون إلى البيت الأبيض، فلا يعقل أن يشعر الواحد منا بأمان في وقت يكون فيه ترامب وأمثاله في البيت الأبيض، فالرجل شديد الكراهية للمسلمين ويعد ربما من أكبر مروّجي خطاب الكراهية ضد المسلمين إذ يعاني الرجل من متلازمة الإسلامو فوبيا مما يفسر بعضا من سلوكه وتصريحاته إزاء المسلمين.بمعنى ينبغي إلحاق هزيمة بخطاب الكراهية وممثليه! لكن المسألة لا تتوقف عند ذلك، فالجمهوريون بشكل عام هم أشرس ضد قضايا العرب العادلة ولا يخفون مشاعرهم المؤيدة لإسرائيل، وما زالت ماثلة أمامنا صورة الرئيس بوش الابن وهو يبعث برسالة إلى رئيس الوزراء شارون تفيد بأنه يؤيد ضم إسرائيل لمساحات من الضفة الغربية بحجة التغير الديمغرافي المتمثل بالاستيطان. وفي عهد الجمهوريين فقط تم تسويق حرب إسرائيل ضد الفلسطينيين وتدميرها لعملية السلام في سياق الحرب الكونية ضد الإرهاب.وهذا يفسر التهليل لفوز أوباما الذي رأى البعض بأنه جاء في التوقيت المناسب حتى يلجم إسرائيل المتمردة، غير أن أوباما فشل في إظهار الجدية في التعامل مع إسرائيل وفي الوقت ذاته توصل إلى اتفاق مع إيران بشكل اقتضى تسليم المنطقة لإيران! وما التنمر الإيراني في السنة الأخيرة بمعزل عن اتفاق إيران النووي مع الدول الكبرى الست. والأنكى أن كل ذلك يحدث في وقت تدير الولايات المتحدة انسحابها من المنطقة وتخليها عن حلفائها! في الفترة الأخيرة أصبحت شخصيا أردد عبارة أن الجمهوريين سلموا المنطقة لإسرائيل في حين سلم الديمقراطيون المنطقة لإيران. لهذا ومع الإقرار بأهمية انتخابات الرئاسة الأمريكية أجد نفسي هذه المرة أفتقد لحماس وشغف المتابعة لأن النتيجة بالنسبة لنا تكاد تكون واحدة.صحيح أن فوز هيلاري سيكون حدثا تاريخيا لكن بدأنا ندرك في المنطقة بأنه يمكن لنا العمل بمعزل وليس بالضرورة ضد الولايات المتحدة، ولم يعد النظام العربي يحتاج الولايات المتحدة للتفاوض أو القتال نيابة عنه، فبإمكان الدول العربية – وهنا أشير إلى الدول الرئيسة – أن تستخدم أوراق القوة التي تمتلكها بحيث يحسب لها ألف حساب لا أن يُقرر نيابة عنها في عواصم بعيدة عن منطقتنا أو طامعة بها.وفي ذات السياق هناك من يرى بأن علينا أن نتعلم من الدرس الأمريكي، فمسألة انتخاب رئيس أمريكي تخضع لصراع في الرؤى والسياسات على المستوى المحلي، فما يحرك الناخب الأمريكي ليس الموقف من العرب بقدر ما هو الوضع الداخلي وقضاياه وعلى رأسها الاقتصاد. فالانتخابات بهذا المعنى تعكس صراع الأولويات داخل المجتمع الأمريكي بشكل يجعل من الإدارة الجديدة ممثلا للتوازنات الداخلية وهو على العكس من حكومات أغلب الدول في إقليمنا الملتهب. الأمر الآخر الذي علينا استبطانه هو أن المجتمع الأمريكي شأنه شأن باقي المجتمعات الغربية هو مجتمع تعددي متنوع يمكن لأي مواطن فيه بصرف النظر عن الجنس واللون والعرق أن يكون شيئا، فالمسألة مرتبطة بخيارات مجتمعية تفرض نفسها على الواقع السياسي وليس العكس كما يجري في كثير من بلدن الإقليم.