16 سبتمبر 2025
تسجيلفي صفحات الفتنة الكبرى في التاريخ العربي و الإسلامي قرأنا كثيرا عن أشكال وصنوف عمليات التصفية الجسدية الوحشية التي قام بها الخوارج!، وتنقلنا كثيرا بين سطور تلك المرحلة المحزنة والسوداء من تاريخنا المشترك، ولكن ما يجري في العراق حاليا من مخازي وانتهاكات إنسانية ، وجرائم طائفية بشعة قد تجاوز بكثير كل روايات التاريخ المتوحشة حول الهمجية والتوحش والبشاعة، فالمجتمع العراقي وبعد العقد ونيف على سقوط النظام العراقي السابق ودخول القوات الأمريكية للعراق ، لم يتصالح مع نفسه أو يتحول كنموذج جديد لليابان أو لكوريا أو حتى لفيتنام!! ، بل تحول لمسلخ طائفي كبير بعد أن أضحت العصابات الطائفية المتخلفة بفكرها الهمجي وشعاراتها الطائفية الرثة ومرجعياتها الخارجية هي التي توجه الموقف وتدير الأمور وهي العاجزة تاريخيا عن إدارة دكان بقالة فكيف يمكنها إدارة دولة!!!. لقد ارتكبت الإدارة الأمريكية ومعها الغرب بأسره جريمة كبرى في العراق بترك البلاد والعباد دون رعاية دولية مباشرة أو تدخل أممي حقيقي بعد إنهيار سلطة الاستبداد السابقة وقيام الحالة الفوضوية غير المسبوقة التي استغلتها الأحزاب والجماعات المتوحشة الطائفية لتملأ الفراغ تحت بهرج وزخرف ما يسمى بالعملية السياسية والتي هي مجرد حفلة بشعة لتمزيق العراق وتقطيعه إربا، وجعله مسرحا للقوى الفكرية والطائفية الشاذة وملعبا لكل شذاذ الآفاق والجهلة والمتخلفين ، فحينما قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر لوزير الخارجية العراقي الأسبق أيضا طارق عزيز عام 1991 بأن الولايات المتحدة ستعيد العراق خمسين عاما للوراء فإنه لم يكن يمزح أو يهذي!! ، بل كان متواضعا في تهديداته! إذ أن العراق بعد الاحتلال الأمريكي قد تمت إعادته لأكثر من 500 عام للوراء وفي عمق المرحلة المظلمة من تاريخه حتى تحول همج السلطة ليكونوا هم القادة في بلد فقدت مواصفات القيادة فيه كل شعور بالوطنية أو حتى الإنسانية، فثرواته مبددة في معارك داخلية وتحت أنياب ومخالب لصوص السلطة الطائفية الذين نهبوا بجشعهم ولصوصيتهم كل شيء حتى اضطر العراق وهو أغنى بلدان الأرض قاطبة للإستعانة بقروض صندوق النقد الدولي! ليتحول لدولة مدينة تخضع لشروط الدائن وهي الحالة التي أوصلت حكومات حزب الدعوة العميل بنسختيه المالكية والعبادية البلاد إليه!!؟ فبدلا من قيام البرلمان التعبان أصلا بمحاسبة المجرمين والسراق فإنه تمت ترقيتهم وتحصينهم قانونيا أيضا!! ، أما الهزائم العسكرية وانهيار جيش الدولة وفرض الفوضى الطائفية فقد أضحت من لوازم الأمور والأحوال بعد أن تغولت الميليشيات الوقحة بعناوينها ورؤاها الإيرانية الصفوية وفكرها البائس وشخوص عناصرها الإرهابية التي رضعت الحقد من الأثداء الإيرانية والجهات المشبوهة والمتأزمة طائفيا وأخلاقيا، فمؤخرا تداولت المواقع صور قيام الميليشيات الإيرانية بالتلذذ بحرق جثة شاب سني وسط ضحكات عتاة الطائفيين!! وقبلها وبعدها نشرت صور رهيبة عن حفلات تقطيع الجثث واللعب بالرؤوس البشرية من قبل العناصر الميليشياوية في مناظر تؤكد سقوط الدولة وفرض الوحشية والبربرية على المجتمع العراقي الذي بات البرابرة والقتلة هم من يتحكم فيه وأفلتت من الدولة المدنية كل عناصر القدرة على إدارة دفة الصراع وسط مظاهر واضحة تؤكد عودة العراق لزمن الانفلات والفوضى المطلقة لدرجة أن العشائر الجنوبية في العراق قد عادت لزمن البربرية الفظة وأضحت تصفي خلافاتها من خلال الحرب والسلاح وقطع الطرق!! بل إنه حتى الأحزاب الطائفية عادت لملاذاتها العشائرية لتكون هي القانون!! العراق في سعير وانهيار حقيقي وسط معارك ميدانية يومية رسخت الكراهية ووسعت إطار الموت الشامل وفرضت حدودا دموية بشعة بين مكوناته، وإنه لأمر مأساوي للغاية أن تصل البربرية الرثة في العراق حدا يصبح معه شوي الجثث لأسباب طائفية حقيرة سببا للضحك والتندر..!!...