من المايدة إلى مسيعيد

سأتنقل بكم في مقالي هذا من المايدة في الشمال الغربي من قطر مرورا بأم صلال شمالي الدوحة، ثم نتابع الطريق إلى اليسرة في مركز مدينة الدوحة والقصار مرورا بشارع عرص وإلى مسيعيد في جنوب شرق قطر. وذلك استكمالًا لمقالي السابق عن حديث السيد محمد بن ناصر العلي المعاضيد المتحدث عن روض ومناطق قطر القديمة وبالطبع بعد الأخذ بجزء من حديثه والذي هو يطلب تكرارا نشر مثل ذلك الحديث أنا أضيف عليه بعض الأفكار والاقتراحات التي أرى بأنها مفيدة. •المايدة وليست الماجدة كما يحاول أن يطلق عليها البعض، باعتبار أنه يريد أن يجعلها باللغة العربية الفصحى، ولا المائدة مائدة الطعام، والمايدة هي روضة كبيرة ومعروفة في الشمال الغربي من قطر بالقرب من الغويرية والزبارة، وتتجمع بها الأمطار بشكل كبير وتعتبر مزارا سياحيا وقت سقوط المطر وتخضر بالعشب في أيام الربيع. والمايدة هي الأرض الكبيرة التي بها ميلان أو ما يسمى بالميد (ميل) (وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ). فأطلق الآباء القدامى على هذه الروضة بالمايدة نظرا لكبرها وميلانها. • أم صلال هي كذلك روضة بها صخور بيضاء ثابتة بالأرض ويصعب تحريكها وليست كما الصفاة بمعنى الصخرة التي يستطيع شخص أو أكثر تحريكها، ولذلك أطلق على تلك الأرض أو الروضة ذات الصخور الثابتة بأم صلال، وهناك روض أخرى على نفس المنوال تسمى أبا اصليلات وأبا الصليل وبوصليلة وغيرها. وسميت أم صلال محمد لوجود سكن الشيخ محمد بن جاسم آل ثاني مؤسس القرية في أواخر القرن التاسع عشر، وكذلك أم صلال علي نسبة لأخيه علي بن جاسم آل ثاني. •اليسرة وليست الجسرة كما يطلقها البعض أو كما تكتب في الشارع أو كما يسمى بها نادي الجسرة والجسر عكس اليسر من الصعوبة والمشقة. فأصل التسمية هي اليسرة وهي الصخرة التي في البحر ويسهل الوصول إليها لقربها من الشاطئ فتسمى الصخرة اليسرة أو تلك هي اليسرة فالهاء عائدة على الصخرة أما القصار والتي تكون بعيدة أكثر من الشاطئ وهي اسم للصخور البارزة في عرض البحر. طبعا مع التمدد العمراني أصبحت اليسرة ضمن الأحياء السكنية في الدوحة. •شارع عرص هناك من يستهين بمثل ذلك المسمى لأنه ينسبه إلى مفهومه، معنى عرص هي الارض ببطن الوادي الذي يتحاشى العرب من النزول بها خوفا من جرف السيل حين سقوط الامطار، وهذه الكلمة عربية اصيلة وتوجد في معلقة امرؤ القيس حين يقول: ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها وقيعانها كأنه حبَّ فلفل • مسيعيد وليست أم سعيد ومسيعيد هي تصغير لمسعد ومسعد هي الارض التي بها نبات السعد والذي ينمو في الاراضي الملحية في قطر، ولأن تلك الروضة ينمو بها نبات السعد يطلق عليها أرض مسعد، وحيث انها كانت صغيرة فصغرت الى مسيعيد. كل تلك المسميات من اللغة العربية الفصحى استخدمها الاباء والاجداد للتعريف باماكن الرعي والمناطق الخصبة فيجب علينا المحافظة عليها وتعليمها للاجيال القادمة وتحية شكر وتقدير مرة أخرى للسيد محمد المعاضيد. [email protected]