15 سبتمبر 2025
تسجيللا يتوقف نظام الأسد المجرم عن مواصلة ارتكاب الجرائم وسفك الدماء، ولعل أخطر ما يقوم به هذا النظام الفاقد لكل ضمير أو وازع أخلاقي هو مهاجمة سجن حماة المركزي لإخضاع السجناء الذين تمردوا على الأوضاع المأسوية التي يعيشونها داخل هذا المعتقل الرهيب. سِجِل نظام الأسد الرهيب (الأب والابن) ضد السجناء أسود ومرعب ومليء بالدماء والضحايا والجثث، ولعل مجزرة سجن تدمر ومجزرة سجن صيدنايا يتبقيان من شواهد العصر على آلة القتل الأسدية العنيفة التي لن تمحوها الأيام أبدا.كم عدد المعتقلين في سجون نظام الأسد، لا أحد يعرف على وجه التحديد وإن كانت بعض الإحصاءات تتحدث عن أكثر من 200 ألف معتقل، ولكن الأكيد والثابت أن 50 ألف سوري قتلوا في سجون الأسد الرهيبة تحت التعذيب والتجويع والإهمال الطبي والاغتيال المباشر، وقد أظهرت الصور التي سربها أحد المنشقين عن النظام الوضع الرهيب للسجناء والمعتقلين في سجون الأسد التي تحولت إلى مقابر للأحياء، ومنها سجن حماة المركزي.يعيش هذه السجن ظروفا إنسانية مزرية ومأساوية، ويفتك الجوع والمرض بالسجناء وهذا ما دفع المعتقلين إلى التمرد من أجل تحسين شروط السجن، فما كان من قوات الأسد الإرهابية إلا أن حاولت اقتحام السجن بعد محاصرته وقصفه بقنابل الغاز التي أدت إلى وفاة بعض المعتقلين، ثم هاجمته بالرصاص ما أسفر عن إصابة عدد من المعتقلين.لقد اعتمد نظام الأسد الإرهابي المجرم سياسة تقوم على تجويع السجناء ومنع الغذاء عنهم، ما دفع السجناء إلى مناشدة الصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة لإنقاذهم من الجوع والحصار والقتل والحيلولة دون وقوع مجزرة بعد أن فشلت ميليشيات الأسد باقتحامه وقامت باحتجاز عائلات أهالي السجناء الذين تجمعوا قرب السجن قلقا على مصير أبنائهم وذويهم.احتجاجات المعتقلين بدأت عند نقل عدد من رفاقهم إلى سجن صيدنايا العسكري في ريف دمشق لإعدامهم، حيث تم إعدام عدد من المعتقلين سابقا، وهم يطالبون بالإفراج عن كل السجناء أو محاكمتهم، مع العلم أن الغالبية العظمى من السجناء هم من السياسيينمجزرة سجن حماة الرهيبة والفظيعة هي حلقة في سلسلة الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد، فقد أقدم نظام حافظ الأسد على ارتكاب مجزرة في سجن تدمر قتل فيها 600 معتقل بدم بارد، ثم قام بتنفيذ مجزرة في صيدنايا قتل فيها مئات المعتقلين، وبالطبع فإن كل سجون الأسد تشهد عمليات إعدامات وحشية.إن ما يقوم به نظام الأسد وحلفاؤه الإيرانيون والروس والعراقيون وحزب الله يعري العالم كله من إنسانيته وأخلاقه وتشدقه بحقوق الإنسان والمواثيق الدولية، ولا شك أن الأنظمة العربية الحاكمة التي تقبل ما يقوم به الأسد ونظامه المجرم شريكة بسفك الدم السوري، شريكة بالفعل أو بالصمت.لا يجوز للرأي العام العربي والعالمي السكوت عن مجازر نظام الأسد التي ذهب ضحيتها أكثر من نصف مليون سوري، منهم 50 ألف سجين. ولا بد من التحرك لوقف المجزرة المستمرة في سوريا منذ 6 سنوات كاملة، وإسقاط نظام الأسد الرهيب لأنه الحل الوحيد لوقف سفك الدم السوري.