14 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر دولة مصنعة للأبحاث والعلوم

10 مايو 2012

الطموح القطري لا حدود له، فان تطمح دولة صغيرة تنتمي إلى ما اصطلح عليه دوماً الدول النامية لأن تتحول إلى دولة قائمة على الأبحاث والعلوم، وأن تنطلق دولة ذات اقتصاد ريعي قام لعقود على تصدير سلعة واحدة هي النفط لتكون دولة ذات اقتصاد معرفي يعتمد المعرفة والبحث العلمي كأساس اقتصادي بل يتجاوز ذلك إلى تصنيع هذا البحث العلمي وتصديره للعالم، لهذا بحد ذاته طموح عظيم تسيره إرادة فذة وعقل متقد استوعب بشكل صحيح مفهوم التطور والتنمية. قطر تعمل بهدوء شديد وبدون استعراض، فالهدف هنا ليس أعلى ناطحة سحاب أو أجمل مبنى بل الهدف خلق قاعدة علمية كبيرة لاجتذاب العلماء وتشجيع الباحثين وإنشاء المراكز البحثية وخلق مناخ مناسب للبحث والتطوير العلمي وضخ الأموال لهذا الهدف، باعتبار تطور الأمم يقوم على العلم وحده، هذا التطور الذي تولت مسؤوليته مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع التي تترأسها سمو الشيخة موزا بنت ناصر حرم سمو أمير البلاد المفدى والتي آلت على نفسها التخطيط والتنفيذ لهذه المهمة العظيمة. بل إن الطموح القطري يتجاوز البحث العلمي إلى آفاق مستقبلية أكبر وأوسع تكمن في مشاريع للطاقة النظيفة وحماية البيئة من أضرار الاحتباس الحراري والتصحر وكلها قضايا عالمية كبرى فشلت الدول المتقدمة في وضع حلول لها ومعالجتها. وقد ضمنت القيادة الرشيدة في قطر استدامة هذا القطاع الرائد (البحث العلمي) حيث استقطعت ما نسبته 2.8 % من الناتج المحلي لأجل هذا البحث، لتكون قطر عن جدارة راعية البحوث في العالم الإسلامي كما وصفها الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي. عندما نقلب صفحات التاريخ نجدها تخلد العلماء والمفكرين والأدباء في صفحاتها الأولى، وقد لا تتضمن أسماءً كثيرة كانت تشغل الدنيا في يومٍ ما وسرعان ما نسيهم الناس بعد موتهم، فالعلم هو أسمى الأهداف وأعظمها على الإطلاق في سجل الأفراد والأمم.