16 سبتمبر 2025
تسجيلمن منا لم يمر بمحنة المرض، أو كان له قريب أو حبيب عانى معه في مرضه، ومن منا لم يواجه الكثير من السلبيات، في وجوده في المستشفى فترة زمنية، اسمحوا لي أن أتحدث عن شيء خاص بي، فأنا في هذه الأيام أرافق أمي الحبيبة شفاها الله وعافها في المستشفى وأرى الكثير من السلبيات التي وددت بقلمي أن أقف وأضع خطوطا عريضة تحتها. بالطبع الدين الإسلامي لم يترك شيئا يخص المعاملات إلا ووضحه، بل وحثنا على زيارة المريض وجعل عيادة المريض طريقا لرحمة الله تعالى وجنته، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟! قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده) فزيارة المريض سبب لدعاء الملائكة الكرام لك، ولكن كيف تكون زيارة المريض مذمومة، وليست كريمة كما أمرنا الله ورسوله، هذا ما أريد الحديث عنه، فكل يوم يمر علي في المستشفى أجد من الأمور العجب بداية من اختيار مواعيد زيارة غير مناسبة بتاتا للزيارة، فتجد من يأتي باكراً جدا أو في وقت متأخر جدا، أو طريقة الكلام والأصوات المرتفعة دون مراعاة لحالة المريض، فالمريض لا يحتاج لشيء أكثر من الهدوء والراحة، وبالرغم من وجود تعليمات واضحة وصريحة من الكادر الطبي، إلا أن هناك من يضرب بتلك التعليمات عرض الحائط، وصولا لاصطحاب الأطفال الأمر الأكثر غرابة على الإطلاق، هل هي فسحة، أو نزهة للعائلة؟ والأكثر من ذلك كله مدة الزيارة فهناك أشخاص تطول مدة الزيارة لديهم لساعات بالرغم من أن آداب زيارة المريض أن لا تطول الزيارة حتى لا يشق على المريض أو على أهله، فقد تمر على المريض حالات يتألم فيها أو يفعل ما لا يحب أن يطلع عليه أحد، كما تجد من الناس من يبث فيك التشاؤم والقلق بتلفظه بعبارات ينقبض لها القلب، أرجوكم يا أحبابي، المريض لا يحتاج منا الكثير، هل تعلمون المقوله الشهيره؟ " ومن الحب ماقتل " أحيانا وعن جهل أو عدم فهم نجعل من حبنا عذابا للآخرين، نجعل من حبنا طوقا نلفه حول رقاب الأحباب، الإسلام أمرنا بعيادة المريض ولكن بشروط وآداب، وبالدعاء لهم والاستبشار بحالتهم أيا كانت الحالة من وجهة نظرك، فالعامل النفسي في المرض من أهم عوامل الشفاء، التبشير بالشفاء يترك أثرا طيبا في نفس المريض، يستمر معه ويؤثر في صحته، اجعلوا من زيارتكم للمريض زيادة لكم في الحسنات " روى الإمام أحمد عن جابر رضي الله عنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد: أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا) " اللهم اجعلنا من هؤلاء.أخيرا أتمنى منكم أن تدعو لأمي بالشفاء العاجل فهي أغلى ما لدي في هذه الدنيا، بل وتدعو لجميع المرضى من المسلمين بأن يمن الله عليهم بالشفاء العاجل وأن يرزقهم الصحة والعافية التي هي تاج على رؤوس الأصحاء لا يعرفه إلا المرضى.. اللهم اشف أمي شفاء لا يغادر سقما.. اللهم آمين يارب العالمين وسلامتكم.