14 سبتمبر 2025
تسجيلعاصفة الحزم كانت ضرورية لعدة أسباب إستراتيجية تتعلق بأمن وسلامة اليمن والمملكة ومنطقة الخليج والبحر الأحمر وأمن العالم باعتبار الموقع الجغرافي المهم لليمن، ولذلك حين تتعرض الدولة لاختراقات ومحاولات للسيطرة على السلطة من قبل فئة قليلة بقوة السلاح فإن ذلك يتسبب في أضرار كبيرة على المدى الطويل، خاصة أن الطرف الذي سعى إلى الحرب واستلام السلطة بالقوة له امتداد خارجي بأجندة لا تتفق مع المكونات اليمنية من ناحية، ومن ناحية أخرى تتضاد مع دول الجوار اليمني.جماعة الحوثي تحولت من شريك وطني إلى عامل تخريب للعملية السياسية وبالتالي استقرار الدولة وهدم السلم والأمن الاجتماعي، ووصولنا إلى مرحلة عاصفة الحزم جاء كآخر العلاج الذي يحسم الفوضى التي تسببت فيها الجماعة ومن خلفها مشروع إيراني لا يتوقف عندها وإنما يستهدف المملكة وأمن الحرمين الشريفين والتمدد لكل الخريطة الخليجية، وذلك ليس تخوفا أو مغالاة في قراءة اتجاهات الحالة اليمنية بقدر ما هو أمر واقع يرتكز إلى معطيات سياسية وأمنية وعسكرية.لم يكن من مبرر للجماعة أن ترفض اتفاقية الشراكة والسلم برعاية الأمم المتحدة والانقضاض على الرئيس الشرعي وملاحقته من صنعاء إلى عدن، إلا القضاء تماما على الدولة اليمنية والسيطرة عليها لتنفيذ أجندتها الخاصة، وذلك أنتج حالة ذات صبغة طائفية تعزز العامل الخارجي بكل أجندته ومشروعاته السياسية والدينية، ما يضعنا أمام تطورات خطيرة تتطلب عاصفة الحزم كجهد جماعي مشترك يقرأ مآلات الأحداث ويمنع الضرر الذي يترتب على التهاون مع طرف عدائي وغير منسجم مع المنطقة وأمنها.تظل العملية السياسية قائمة بشرط الاعتراف بالسلطة الشرعية والجلوس إلى طاولة الحوار دون شروط مسبقة، وإذا كانت الجماعة تؤمن بالفكرة الوطنية مجردة من استراتيجيات ومشروعات توسعية لآخرين يدعمونها، فإنها لا تزال تمتلك فرصة للعودة إلى الرشد السياسي ووضع السلاح واحترام الأوزان السياسية والمجتمعية والدخول في شراكة مبرأة من عيوب العامل الخارجي، الذي يوظف مثل هذه الجماعة لخدمة مشروعاته بعيدا عن أي طموحات مشروعات لتحقيق الأمن والاستقرار، فضلا عن فك الارتباط بنظام علي عبد الله صالح لأنه أصبح خارج حسابات المستقبل اليمني بعد أن أسهم بانتهازية في إدخال بلاده في دوامة العنف والموت للبقاء في السلطة، إما ذاك أو تمضي العاصفة حتى تقتلع آخر شخص لا يؤمن بحقوق الشعب اليمني وجيرانه في الأمن والسلام.