13 سبتمبر 2025
تسجيلالدنيا ثلاثة أيام، يوم عشناه ولن يعود، ويوم نعيشه ولن يدوم، والغد لا ندري أين نكون، نعم هذا حال الدنيا يوم مضى ويوم يمضي ويوم سيمضي، ولكن لا ندري هل سنمضي معه أم لا. ومن هنا يجب أن نعيش كل ساعات حياتنا وكأنها الساعة الوحيدة، فما هو حالك لو قالوا لك هذه اخر ساعة لك في حياتك؟يمضي بعضنا حياته وهو يبكي على ما مضى. ولكن سؤالي لكم هل بكاؤك على الماضي أصلح شيء، هل بكاؤك على خسارتك عوضك شيئا ؟ فمن بكى على فقدان عزيز فلن يعود ومن بكى على ماله فقد فات. ولكن الذكي هو من يستغل الماضي لتحسين يومه وهو الذي يكتب كل اخفاقاته السابقة على ورق ويصنع منه سلما ليرتقي بنفسه. ومن بكى على حسرات الماضي فإنه فقد الماضي ويفقد يومه وحتما انه يفقد مستقبله. ومن يرهق نفسه في التفكير بمستقبله على حساب حاضره وينسى يومه فإنه يشقى اليوم ولا يدري هل سيسعد غدا. وإن من دخل في مسلسل المستقبل فقط فإنه سيرى نفسه ارهق وشاخ وهو لم يستمتع بهذا المستقبل الذي ظل طوال حياته وهو يعمل لأجله وسيرى فالنهاية أن المستقبل ليس له. فمن أمضى حياته يجمع المال فهو لا يجد الوقت لينفق ما جمعه فلماذا يجمع؟ لا ندعو لنسيان المستقبل ولكن لا يجب المبالغة في التفكير فيه على حساب الحاضر.الذكي هو من يطمح لمستقبل ويستغل أخطاء الماضي ليعمر اليوم، وليعيش يومه بجده واجتهاده وحسن خلقه وسعادته كأنه أخر يوم في حياته، هو الذي يعلم أنه إذا عاش غدا فإن لديه ما سيقدمه، وإذا رحل فإنه ترك ارثا خلفه، وأن اليوم هو يوم عمل وسعادة، ويوم طموح وفرح وليس فقط يوم عمل على حساب النفس، فعش يومك لنفسك، ولا ترهق نفسك بمستقبل قد لا تعيشه، وأنسِ ماضيا سيرهقك التفكير به.