18 سبتمبر 2025
تسجيلمع انقضاء ثلاثة أعوام دموية عجاف قاسيات على انطلاقة الثورة السورية الكبرى ودخولها في عامها الرابع، ثمة متغيرات كثيرة قد رافقت تلك المسيرة الثورية التي فجر خلالها أحرار الشعب السوري كل مكبوت القمع والطغيان، وتمردوا على سلطة غاشمة مجرمة فعلت الأفاعيل في الشعب السوري ورسخت سياسة القمع والكبت والتقتيل وإغلاق نوافذ الحرية، وحولت سوريا التاريخية والعظيمة ووطن الحضارات لمستوطنة عائلية صرفة يتحكم بها وبمصيرها ثلة من الإرهابيين المجرمين المنفلتين من كل قيم وأخلاق سامية، ثلاثة أعوام من الثورة المستمرة حفلت بتضحيات رهيبة، ومارس خلالها النظام جرائم مروعة يندى لها جبين الإنسانية وتتصاغر أمامها كل أفاعيل النازيين والفاشست الذين رغم جرائمهم لم يوجهوا فوهات بنادقهم نحو شعبهم ليبيدوه، وليساهموا في تخريب سوريا حجرا على حجر في حقد تاريخي غير مسبوق.. لقد استعمل النظام المتسلط كل رصيده التسلحي ولجأ لأسلحته القذرة الكيمياوية التي أباد فيها آلافا عدة من أحرار الغوطتين في صيف العام الماضي وكان رد الفعل الدولي مخجلا في دلالاته وأسلوبه وطريقته بل أنه تعمد في عصر المعلوماتية إثارة غبار التشكيك حول الطرف الذي استعمل سلاح الإبادة الكيماوي!! في محاولة بائسة لإبعاد كل أصابع الاتهام والإدانة للنظام والذي يبدو أن مافيا الدولية والإقليمية التي تحميه وتسند ظهره، قد دفعته لاقتراف المزيد من الجرائم الإرهابية، وتصعيد أسلوب الحرب الشاملة وحرق الأخضر واليابس والإبادة الشاملة الممنهجة متسلحا بدعم لا محدودمن حلفائه المعروفين من النظام الإيراني وجماعته وغلمانه وحلفائه الإقليميين.. إنها حرب الإبادة الشاملة ضد السوريين التي تمارس كل يوم أمام أنظار العالم وسمعه في فضيحة إنسانية كونية عز نظيرها، لقد تحولت سوريا اليوم لساحة خراب كبيرة ليس من السهل على أي سلطة قادمة إدارتها وترميم ما يمكن ترميمه، فحجم الدمار رهيب وكبير وكارثي وغير مسبوق، إذ أن سكوت القوى الدولية الكبرى عن جرائم النظام وتوفير الإشارات الخضراء له، للمضي في عدوانه يفضح تواطئا دوليا واسع المعالم ومتعدد الأطراف للإجهاز على الشعب السوري والانتقام من قواه الحرة التي تمردت على كل صيغ الذل والخنوع والباحثة عن مساراتها الحرة بعيدا عن أية وصاية من أي نوع.. لقد وقف أحرار العالم وكل القوى المحبة للخير والسلام مع الشعب السوري الثائر وأدان الضمير الدولي الحر بكل لسان جرائم العصابة الحاكمة في دمشق وهي جرائم تاريخية تشير بالعار والشنار للمجتمع الدولي الذي وقف خانعا مترددا أمام جلادي دمشق وطغاتها وهم يرتكبون جرائمهم دون محاسبة ولا مساءلة من المنتظم الدولي مما يشكل خرقا حقيقيا لمبادئ القانون الدولي، لقد تعقدت ألأوراق والأجندات في ملف الثورة السورية التي بدأت سلمية واستمرت كذلك طيلة شهور طويلة قبل أن يجبرها قمع النظام الرهيب على انتهاج رفع السلاح كحماية ودفاع عن النفس قبل أي شيء آخر.. كما أن ثوار وأحرار الشام كانوا يقرأوون المواقف الدولية بشكل شفاف وأعلنوا جهارا بأنهم لا يعتمدون سوى على الله سبحانه وتعالى، فهو نعم المولى ونعم النصير، وهو الذي سيدك الأرض بالجبابرة والطغاة، وهم مستمرون في مسيرتهم بمساندة أحرار العالم وقواه الخيرة، ومن يستذكر مسيرة الثورة السورية لابد أن يستحضر الدور الكبير والتاريخي والإستراتيجي الذي لعبته دولة قطر وبقيادة سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والذي استمر مع تسلم سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد حفظه الله لمقاليد الحكم في الدولة، ومع دخول الثورة السورية سنتها الرابعة يستمر العزم الثابت والأكيد على تحقيق النصر وهزيمة الطغاة، رغم وعورة الطريق وقلة الناصر والمعين، ولكن الله يدافع عن الذين آمنوا وسينجز وعده وينصر الأحرار ويخزي القوم الظالمين.