01 أكتوبر 2025

تسجيل

المرأة في عيدها العالمي

10 مارس 2013

يختلف التفاعل والتعاطي مع اليوم العالمى للمرأة الذي يوافق الثامن من مارس من كل عام من مكان الى اخر.  ففى بلاد مر عليهم اليوم قاسيا صعبا كوضع المراة السورية التي تعاني وتجاهد الحياة المرة في الهجر والتشرد وكيف تحافظ على قوت يوم لصغار جائعة تشعر بالصقيع والوحدة والخوف من المجهول والمصير الصعب.. وفى بلاد اخرى ما تزال المرأة تكافح لوقف كافة الانتهاكات ضدها، سواء كان عنفا جسديا أو لفظيا أو تحرشا أو اغتصابا، أو غيرها من الممارسات التى يظنها البعض بسيطة وهينة مثل عدم مساواتها بزميلها الرجل أو الحط من شانها وعدم الوثوق في قدراتها على النجاح والتميز. والحقيقة اننا فى دولة قطر ومنذ تولى حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم فى البلاد شهدت الحركة النسائية والاهتمام بالمرأة طفرة تكاد تكون قياسية حتى أصبحت المرأة فى قطر قدوة ونبراسا لكل النساء فى المنطقة لما تحققه من نجاحات فى كافة المجالات ويشهد بذلك تبوؤها لأهم المناصب القيادية وأرفعها قدرا كدرجة الوزيرة. ولا شك أن مخرجات جامعة قطر خير دليل على ذلك والتي تؤكد أن نسب الإناث أكبر من عدد الذكور وفي تخصصات كثيرة. ومع تلك النجاحات التي يشهدها وضع المرأة القطرية فاننا أيضا مطالبون بحقوق المرأة ومنذ زمن ليس بالقصير وقبل هذا التمكن والاقتدار الذي وصلت اليه المرأة ما زلنا نحلم بالمزيد لأن أي نجاح للمرأة في أي مجال هو نجاح للوطن وازدهاره وتطوره ورخائه ونمائه. واذا كان هناك من نجاح للمرأة نفخر به اليوم فانه يعود وبكل حق ومحبة الى صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر حفظها الله لنا ورعاها خير معين وداعم للفتاة والمرأة والأسرة في قطر. وبعودة الى يوم المرأة العالمي فالتاريخ يذكر أن الاتحاد السوفياتي السابق أول من تبنى يوما عالميا للمرأة كاعتراف بدورها في النضال السياسي والاجتماعي من أجل العدالة. كما يذكر ان المرأة انتزعت حق الاحتفال بيومها في عام 1857 عندما خرجت آلاف النساء العاملات للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على ظروف عملهن، التي كانت تصل لمدة 16 ساعة يوميا مقابل أجور زهيدة. ورغم أن الشرطة تدخلت حينها لتفريق المظاهرة، فإن المسيرة نجحت في دفع المسؤولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال. وفي الثامن من مارس من سنة 1908، عادت أكثر من 15 ألف عاملة للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك، لكنهن حملن هذه المرة قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود، في خطوة رمزية كان شعارها "خبز وورود". وطالبت النساء بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال إضافة لمنح النساء حق الاقتراع. وفي عام 1910 انطلقت المسيرات النسائية في ألمانيا والنمسا والدنمارك وسويسرا في 19 مارس. وفي عام 1913، خرجت النسوة للتظاهر في فرنسا وروسيا بتاريخ 2 مارس. ومع حلول عشرينيات القرن الفائت، تضاءل الاهتمام العالمي بيوم المرأة العالمي، بينما تبناه الاتحاد السوفياتي حينها كاعتراف بدور المرأة في النضال السياسي والاجتماعي من أجل العدالة، فأقر الاحتفال به شعبياً في يوم 8 مارس. ثم بعد ذلك بسنوات أقرت الأمم المتحدة ذلك اليوم ليكون عالميا للمرأة. وأخيرا إن كل امرأة هي أم وأخت وبنت وهي الشريك الحقيقي للرجل في أي نجاح وتطور وإن الأوطان لا تزدهر وتكبر الا بهما سويا المرأة والرجل والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.