17 سبتمبر 2025

تسجيل

أين معتصم هذا الزمان؟

10 مارس 2012

في إحدى الليالي الباردة فى مدينة قريبة من بلاد الشام أن رجلا قدم للمعتصم ناقلا له حادثة شاهدها قائلا: يا أمير المؤمنين، كنت بعمورية فرأيت بسوقها امرأة عربية مهيبة جليلة تساوم رومياً في سلعة وحاول أن يتغفلها ففوتت عليه غرضه، فأغلظ لها، فردت عدوانه بمثله، فلطمها على وجهها لطمة فصاحت في لهفة: وامعتصماه، فقال الرومي: وماذا يقدر عليه المعتصم وأنى له بي؟ فأمر المعتصم بأن يستعد الجيش لمحاصرة عمورية فمضى إليها، فلما استعصت عليه، قال: اجعلوا النار في المجانيق وارموا الحصون رميا متتابعا ففعلوا فاستسلمت ودخل المعتصم عمورية، فبحث عن المرأة فلما حضرت قال لها: هل أجابك المعتصم؟ قالت نعم. فلما استقدم الرجل قالت له: هذا هو المعتصم قد جاء وأخزاك، قال: قولي فيه قولك. قالت: أعز الله مُلك أمير المؤمنين بحسبي من المجد أنك ثأرت لي. بحسبي من الفخر أنك انتصرت، فهل يأذن لي أمير المؤمنين في أن أعفو عنه وأدع مالي له. فأعجب المعتصم بمقالها، وقال لها: لأنت جديرة حقا بأن حاربت الروم ثأراً لك. ولتعلم الروم أننا نعفو حينما نقدر.من أجل امرأة جهزت الجيوش واعلنت الحروب وحصرت مدن من اجل الكرامة والشرف والعزة والعرض، الا يوجد معتصم فى هذا الزمان يرى ويسمع، ام اصبحنا لا نرى.. لا نسمع.. لا نتكلم؟،ان ما يحدث فى سوريا الآن لتشيب له الرؤوس وتشمئز له الابدان، ويهتز له الوجدان فكم التعذيب والاغتصاب والقتل لنساء المسلمين فاق المدى وتعدى كل الخطوط الحمراء، فلم يعد احد يستطيع ان يحصى عدد القتلى والشهداء، فالتقدير المبدئي مائة شهيد على الاقل يومياً. تخيلوا اعزائي القراء!... يومياً مائة قتيل!! انها مجزرة بكل المقاييس والاعراف، هل يريد بشار الإبادة للشعب السوري.. ام ماذا يريد؟1 فاذا كانت حماة وحدها خرج منها 600 ألف ضد النظام وهى محافظة واحدة من محافظات سوريا وخروج اهل دير الزور بهذا العدد بالاضافة الى درعا وباقى المحافظات، أليس هذا كافيا لسقوط شرعية حكم بشار الظالم، الا يتعظ ممن قبله؟.. ام انه لا يرى هو الآخر، ام ان سوريا تركة ورثها ضمن ما ورثه، واريد ان اتساءل اين العالم الاسلامى الكبير، الا يوجد فيهم معتصم؟.. الا يعنى لهم الامر شيئاً، أليست سوريا بلاداً إسلامية، ومن يُقتل ويعذَّب ويغتَصب مسلمين؟.. ألم يدعُ رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الاهتمام بشؤون المسلمين فى اى مكان وزمان، اليس الله سيحاسبهم على هذا السكوت والتخاذل فى نصرة سوريا، الايهتزون للاعراض التى تنتهك، الا يهتزون للاطفال الذين يقتلون دون اى سبب اقترفوه سوى انهم محكومون من حاكم ظالم لا يراعى الله، أليس الساكت عن الحق شيطانا اخرس، ام إن المصالح الشخصية للحفاظ على كراسي الحكم هى الاهم؟ان ما أعلن من قبل النظام السورى انه يسعى لإصلاحات جادة وتدشينه لدستور جديد جالب للحريات المفقودة، ونقول هل هى اصلاحات جادة ام سعي لإبادة كاملة لشعب مناضل امام اعين العالم، ولماذا تخاذل دور الجامعة العربية إلى هذا الحد، والمتابع لأحداث سوريا من البداية ليرى ان ابرز الدول المساندة للثوار السوريين هى دولة قطر بقيادتها الحكيمة الرشيدة، واعلانها التأييد الواضح والصريح للثوار وايضا انتقادها لروسيا والصين من موقفهما المتخاذل مع المجازر التى تنفذ ضد ابناء الشعب السوري، وبالطبع لقناة الجزيرة دور واضح وكبير فى كشف المستور وكشف الاستبداد الذى يمارس فى سوريا، ومن قبله في تونس ومصر وليبيا، فهى القناة التى فضحت الحكام المستبدين وجردتهم من اقنعتهم على الملأ دون تجميل او نفاق لأحد، واثبتت للجميع ان دور الاعلام الحقيقى هو كشف الحقيقة فقط، لذلك اصبحت دون منافس فهي منبر الاعلام الحر، الجريء الذى يشاهده الجميع فى كل الدول لمعرفة حقائق الأمور.واخيرا اود ان اوجه حديثي الى ثوار سوريا الاحرار: استمروا على ما انتم عليه.. فكلما زاد الظلم وكلما زاد عدد الشهداء وزادت الجرائم بشاعة وازداد الظالم ظلماً كانت النهاية قريبة، فاللهُ يمهل ولا يهمل وستكون النهاية من جنس العمل، وكما هلك مَن قبله سيكون هلاكه قريباً بإذن الله، فالنصر للشعوب مهما طال الاستبداد والظلم، والنصر للحق مهما طال الباطل، واقرؤوا التاريخ وانظروا الى من سبق من الطغاة اين هم الآن؟.. فلا استمرار لمن يقتل شعبه ويستبيح الاعراض ويفسد فى الارض ويتجبر ولا يراعي حقوق الله وحقوق الانسان من كرامة وشرف وعيش كريم فى أوطانهم التى عاشوا وولدوا وتعلموا فيها.. فأوطانهم واوطان آبائهم واجدادهم ليست ملك حاكم ظالم مستبد.اقول لهم: يا أحرار سوريا انتم المنتصرون بإذن الله مهما مر الزمان.. واعلموا ان نهاية الظلم آتية لا محالة، وان الصبح لآتٍ مهما طال الظلام.اللهم انصرهم على الظالم المستبد اللهم آمين.وسلامتكم.