17 سبتمبر 2025
تسجيلبإصرار المؤمن بالمبادئ والمثل الإنسانية العليا، ينتهج معالي وزير خارجية دولة قطر الدكتور خالد بن محمد العطية رؤية سياسية واضحة وشفافة في التعامل مع القضايا المفصلية والجوهرية والحساسة التي تشغل بال مخططي السياسة الخارجية والقيادة العليا لدولة قطر وفي طليعتها القضية السورية، وحدد سعادته مكامن الأزمة المستعصية وحلولها ومحللا كل أبعادها ومؤكدا على منهجية دولة قطر في رسم خطوط المستقبل العربي الواعد المنشود، وحرص الدولة من خلال توجيهات وإرادة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد على ضرورة توفير المجال وإتاحة الفرص الكاملة للحلول السياسية، وهي منهجية قطرية متبعة ومرسومة منذ الأيام الأولى للثورة الشعبية السورية وفي وقت كان من الممكن فيه التحكم بمسار الأزمة وتدارك الوضع والخروج بحلول مناسبة تمنع تعميق الجراح وتدمير سوريا فيما لو كان النظام الإرهابي السوري القاتل يمتلك قدرا قليلا من الحكمة أو الحرص على دماء شعبه، أما اليوم وفي واقع إفراط النظام في القتل، فقد أضحى الموقف معقدا وصعبا ولا يمكن الخروج بحلول إلا من خلال تفكيك وإسقاط النظام السوري بمنظومته الاستخبارية الإرهابية ومحاكمة قياداته الفاشية التي أفرطت في سفك الدماء وهتك الأعراض وقتل الأطفال، وهي مهمة إنسانية ودولية عاجلة لا تحتمل أي مناورة أو تلاعب. الحالة المأساوية السورية الراهنة لها قدر واضح وكبير من الحضور في ملف السياسة الخارجية القطرية التي يقود مسيرتها ويحمل لواءها اليوم سعادة الدكتور خالد العطية الذي هو خير خلف لخير سلف، حيث رفع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لواء المساندة القطرية للشعب السوري في أحرج ساعات كفاحه، وهو موقف قطري إستراتيجي أصيل لم يتأثر بتغير الوجوه والقيادات التي تنطلق جميعا من إرادة القيادة القطرية العليا التي تصوغ المواقف انطلاقا من القيم والمبادئ الإنسانية التي تميز تحركات ومواقف السياسة والدبلوماسية القطرية التي تلعب اليوم دورا دوليا محوريا وإنسانيا في الدفاع عن الحق والوقوف بوجه الباطل وبمسؤولية لافتة للنظر، فدولة قطر هي دولة مؤسسات ومواقف إنسانية أصيلة لا تأبه بالمصالح المادية أمام القيم والأولويات الإنسانية، كما أنها لا تلعب لعبة مزدوجة ولا تكيل بمكيالين أو تتصرف وفقا لرؤية ميكافيلية حيث الغاية تبرر الوسيلة، بل إنها لا تخضع لأي طرف متجبر يحاول إملاء شروطه على المجتمع الدولي أو يذهب بعيدا في احتقار الشعب والإرادة الدولية، مواقف دولة قطر ليست للبيع أصلا، كما أنها لا تتناسب أبداً وأسواق النخاسة الدولية القائمة، وحضور قطر الدبلوماسي الفاعل في مختلف المحافل الدولية يعبر عن حرص قطري على تفعيل المشاركة الميدانية الفاعلة وترجمة المواقف المبدئية لصيغ عملية تحاصر الجناة وتحشرهم في مواقف حاسمة، وترفع لواء الدفاع عن الشعوب المظلومة، قطر اليوم في مواقفها المعلنة والصريحة تقف في الضفة الصحيحة من التاريخ، والرؤية السياسية الواضحة والشاملة التي عبر عنها وصاغ عقد قلادتها سعادة وزير الخارجية الدكتور خالد العطية هي تعبير عن المواقف الشجاعة والأصيلة التي يحملها سمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد الذي لا يجامل في الحق، ولا يناور في المبادئ ولا يخضع لأي ضغوط مهما كانت قوتها من أطراف ظالمة ومتجبرة، فأمير الحرية يحمل راية الدفاع عن الحرية المقدسة والتي هي عنوان عنفوان السياسة الخارجية القطرية، دولة قطر بمواقفها الإنسانية الثرية وبرجالها الأحرار ترسخ اليوم كل معاني الشجاعة والأصالة، وتحفر عميقا في وجدان التاريخ مشاعر العز والكرامة، وحيا الله الرجال الذين ما انحنت هاماتهم العملاقة إلا لرب العزة والجلال.في قطر تتجذر اليوم كل معاني الفخر والكرامة.