11 سبتمبر 2025
تسجيليقول قانون الغاب "البقاء للأقوى"، وفي غبة البحر "تلتهم السمكة الكبيرة، السمكة الصغيرة"، وهكذا دواليك تستمر الحياة، تكتمل دورتها كل يوم، من أول البقاء وحتى الفناء، ومنذ قديم الوجود وحتى العدم.أما فيما يخص حياة البشر، فالظروف تختلف لاختلاف العقل البشري، بكل ابتكاراتهم لعيش حياة أفضل، بالحاجة التي دفعتهم للاختراع، والطموح الذي يسكن كل إنسان في أن يأتِ يوم أفضل، وغد أجمل.ولأنني أجد في الكتابة أكسجيناً، فإنني أراها حاجة ملحة، تماماً كما الهواء والماء، كالسكن؛ ذلك لأن الحرف يسكننا، ونحن نسكن الكلمة، إننا لو تجردنا منها فذلك يعني أننا نعيش التشرد، والحياة بلا مأوى.إن عالم الكتّاب والكتابة، لا يختلف كثيرًا عن الحياة بشكل عام، بطبقيتها، وصراعها، في قوة المنافسة، وحدة التحدي، فالمبدع في مقام الوجل حتى يثبت إبداعه، ويصدر كتابه، ويسكن إنتاجه المكتبات وقلوب القرّاء.ولعل الموقف الشائن في كل ذلك، أن يصعد كاتب على كتف كاتب آخر، أن يتلصص على أعماله الصغيرة، الصغيرة جدًا، تُسرق الفكرة وتوضع بجرأة وقحة في كتاب، في رواية، في عمل، اسم صاحبه لا يمت بصلة لمحتواه، إنه وبكل إفلاس أدبي ما استحى أن يلمع اسمه في زيف، والأدهى أن من قام بهذه السرقة الأدبية، اسم صاعد، وكاتب على سبيل الاحتراف، يمارس تلصصه على كاتب ناشئ، أفكاره طرية، وصوره الذهنية ناضجة إلى حد اكتمال العملية الإبداعية.إن السرقة الأدبية ليست بالضرورة أن يقوم كاتب بسرقة كتاب كامل، بل قد تكون السرقة، سرقة فكرة، عبارة، صورة بلاغية، تعبير، سطر، سطرين، ثلاثة!إنني أحزن جداً، وأنا أرى قانون الغاب يطبق في حياة العقل والبشر، في عالم الإبداع والابتكار، في جور أن ينسب عمل لغير صاحبه، أن تذهب صورة لغير ذهن متخيلها، وأن يسجل كتاب عبارات يجب أن تكون في كتاب آخر، كتاب صاحبها الحقيقي.لقد ابتكر أولئك قانوناً آخر، غير ذلك الذي يسري في الغاب وفي المحيطات، قانون يناسب خبث العقول، ودناءة النفوس، "إن البقاء للألص"