12 سبتمبر 2025
تسجيليظل التعليم أحد أهم القضايا التي يمكن أن تشغلنا لأنه المقياس الحقيقي لأي جهد تنموي وتطور بشري، وفي واقع الأمر لا يحظى في مجتمعاتنا بالعناية اللائقة به باعتباره السلاح الأهم في معركة البناء، بناء الأجيال والوعي والثقافة والارتفاع بسقف الطموح بلا حدود، وفي العالم من حولنا تجارب كثيرة استطاعت من خلال التعليم بجانب العمل، أن تنهض وتحقق الكثير من المنجزات التي جعلتها تقف على أرضية صلبة من النمو.المعادلة بسيطة للغاية وهي أنه من دون تعليم لا يمكن أن يخطو مجتمع إلى الأمام، ولذلك فإننا أمام تحديات تتعلق بالبنية التحتية الجديرة بإخراج مخرجات تعليمية لديها الحافز للمضي في مسيرة التعليم من دون توقف، والعمل على إخراج مجتمعاتنا من نسب الأمية المرتفعة ومحوها كتابيا وقراءة وتقنيا في الوقت نفسه، خاصة أننا في عصر تقني بامتياز.لدينا مشكلات أخرى بتأهيل وتدريب المعلمين، وما لم يتم أنصاف المعلم وإعادة الاحترام إليه، ورفع مستويات كفاءته التربوية قبل التعليمية يستحيل عمليا أن ينضبط المسار التعليمي، لأن العملية التعليمية متكاملة، وحين يحدث فيها شرخ أو تقصير فإنها تفسد لا محالة، فالأجيال بحاجة إلى عملية تربوية رشيدة يكون المعلم فيها هو القدوة وصاحب الطاعة، ذلك يجعلهم أكثر مرونة في تقبل أفكار جديدة ويفتح عقولهم للتلقي بوعي أكبر، قياسا بما كانت عليه الأجيال السابقة التي كانت تكن الكثير من الاحترام لمعلميها وتنهل من معينهم بصورة سلسة.إن دور المعلم في الوقت الحالي منقوص، وعلاقته بطلابه يشوبها الكثير من المشكلات الكفيلة بتعطيل العملية التعليمية وإعاقتها عن تطوير فكر ووعي الأجيال، فنحصد مخرجات تفتقد الكثير لتطوير ذواتها، خاصة أن العامل التربوي يغيب إلى حد بعيد عن المدرسة كمؤسسة تربوية إلى جانب الأسرة، ولذلك مطلوب إعادة النظر في التشريعات والأنظمة التعليمية التي تعيد للمعلم تبجيله واحترامه وتطويره ووضعه اجتماعيا في مكانه اللائق، وأن يحفز ويكافأ بما يجعله يتلقى رواتب متميزة تشعره بقيمته المفقودة حتى لا يتأثر سلبا ويؤثر تبعا لذلك في الأجيال.ليس من خيار لنهضتنا سوى العناية بالتعليم بجميع تفاصيله وإعادة العملية التربوية كاملة إلى المدرسة، والتأكد والتحقق من قيامها بواجباتها كاملة تجاه الطلاب دون مزايدات مالية تصبح شماعة للفشل والإخفاق، فيتواضع دورنا الحضاري ونتأخر بأكثر مما عليه الحال الآن.