15 سبتمبر 2025
تسجيلفضيحة إنسانية وسياسية جديدة في العراق لحمتها وسداها دماء العراقيين ونزيفهم الذي لا ينتهي! ومسرح عرضها المباشر مدينة كركوك العراقية التي يتصارع القوم في العراق حول تحديد هويتها العرقية وطبيعتها الديموغرافية فيما العراق بأسره يتعرض لأبشع حملة تمزيق في تاريخه المعاصر؟، فبسبب المعارك الشرسة الدائرة في المناطق الواقعة غرب وشمال العاصمة العراقية والنتائج المتمخضة عن ذلك من تهجير ونزوح سكاني كبير وفوضى اجتماعية عارمة حطت قوافل لاجئي الداخل العراقي رحالها في مدن عراقية عديدة ومنها مدينة كركوك التي تعتبرها الأحزاب الكردية (قدس كردستان)!! وتطالب بضمها نهائيا لإقليم كردستان العراق الساعي للاستقلال والانفصال عن العراق إن تهيأت الظروف الإقليمية والدولية المناسبة لذلك!، المشكلة كمنت في رفض محافظ كركوك وهو نجم الدين كريم وهو أحد قياديي حزب الاتحاد الوطني الكردستاني حزب الرئيس العراقي السابق طالباني وهو طبيبه الخاص أيضا رفض دخول النازحين العراقيين العرب للمدينة بذريعة تافهة ومريعة وهي الخوف على التركيبة السكانية!! ولكي لايتحول العرب لأغلبية سكانية قد تطيح بجهود (تكريد) المدينة!! وهو عذر وسبب قبيح للغاية نتج عنه مآسي إنسانية من بينها موت عدد من النساء والشيوخ المرضى على أبواب المدينة!! فهل هذا تصرف سليم وصادر عن طبيب أيضا يعرف معنى المرض والمعاناة! هل وصلت السياسة في العراق والمطامع العرقية لكل هذا الحد من التوحش واللا إنسانية؟ والإغراق في العنصرية القومية الرثة التي لا تتناسب أبداً مع دعاوي حكومة كردستان بكونها محرومة من أموال الدولة العراقية لتمشية أمور دوائرها وموظفيها!، ما يحصل في كركوك من منع لدخول مواطنين عراقيين عزل ومحرومين ومرضى بحاجة للمساعدة هو أمر جلل ويصب المزيد من الملح على الجراح العراقية الملتهبة أصلا، وطبعا تتحمل حكومة العجز والفشل العراقية مسؤوليتها ألأولى والمباشرة فيما يحصل من معاناة إنسانية رهيبة يعانيها أهل السنة الأحرار في العراق، فالسنة قد وقعوا بين نارين، نار داعش والجماعات المسلحة التي تطردهم من أراضيهم خوفا من عدم ضمان ولائهم وكذلك نار عصابات (ماعش) وهي الميليشيات الطائفية الرثة التي تقوم بسلب وقتل وتهجير السكان السنة بعد السيطرة على أراضيهم لتطبق مبدأ التطهير الطائفي المريع والذي تقوده ميليشيات سائبة تحت عنوان الحشد الشعبي يقودها مباشرة وبعلم وإرادة حكومة بغداد العاجزة عن الفعل والكلام الإرهابي الدولي المطلوب أميركيا وكويتيا أبو مهدي المهندس نيابة عن قائد (قراركاه قدس) أو فيلق القدس الحرسي الإيراني قاسم سليماني!، لقد تهاوت الدولة العراقية بالكامل وأضحى الشعب العراقي بسنته وشيعته أسير لأمزجة وأهواء ورغبات وخطط وأجندات الجماعات المسلحة، وجاء حكومة كردستان بإجراءاتها الإدارية التعسفية ورصدها للعراقيين العرب لتزيد الطين بلة وتعمق حالة الفشل العراقي المريع، مايحدث من منع للعراقيين من دخول مدنهم وتركهم يموتون على أبوابها هي جريمة موثقة وثابتة ضد الإنسانية تستدعي تدخلا أمميا عاجلا، فحكومة بغداد عاجزة بالكامل بل إنها متواطئة في بعض الحلقات، وحكومة كردستان لايهمها من العراق شيء سوى حلب وشفط الأموال البترولية والاستعداد ليوم الانفصال التام القادم القريب!!، فيما يظل الشعب العراقي الضحية الأولى والمباشرة لعمليات انتقام حربية ليس له يد في صنعها، ازدياد المعاناة الشعبية في العراق يفرض على جميع الفرقاء التحلي بروح المسؤولية الوطنية والدينية والأخلاقية كما يتطلب من المجتمع الدولي التدخل العاجل لمنع تفاقم المأساة العراقية المستمرة فصولا رهيبة منذ عام 1991 وحتى اليوم، كفى عبثا بدماء وأرواح وأرزاق العراقيين، ولا لموت الشيوخ والأطفال والنساء المجاني على أبواب المدن العراقية، كفى عبثا يا تجار الحروب والآلام، وليأخذ العالم الحر زمام المبادرة في حماية الإنسانية المهدورة والمستنزفة في العراق، لقد تجاوزت الأوضاع العراقية السيئة كل الحدود المعقولة أو المقبولة، فإلى أين يسير العراق وهو يتفكك تدريجيا تحت ظل عصابات الطوائف والملل والنحل!!