15 سبتمبر 2025

تسجيل

سجون أم مدارس؟

10 يناير 2013

بلا شك ان دور مدير المدرسة (صاحب الترخيص) دور مهم جدا في تسيير العملية التعليمية، وقديما كان مدير المدرسة هو الموجه والمربي والقاضي والعالم في الحي، ودوره في المجتمع دور واضح ملموس لا ينكره أحد لأنه كان بمثابة الأب الروحي لكل الطلاب وعنده تحتكم الأمور وتفصل القضايا. ومازلنا نأمل أن يؤدي مديرو المدارس هذا الدور إن أخلصوا النية لله عز وجل وأتقنوا عملهم، لا خوفا من تقييم تربوي شامل ولا مساءلة من مستشاري المدارس.. ولنا بعض الرسائل لهؤلاء الكرام الذين لا نحسبهم إلا مخلصين في أعمالهم..   الرسالة الأولى: نستاء كثيرا عندما نسمع عن بعض المديرين — على فكرة كلمة مديرين جمع مذكر سالم لكلمة مدير وليس مدراء — يقومون بتصرفات لا تنم عن دورهم التربوي المأمول؛ فمثلا: أن يغلق مدير باب مدرسته أمام المعلمين لكي لا يخرجوا من المدرسة، فذلكم منبع للشك في أناس تربويين يفترض منهم الإخلاص والأمانة فهل أضحت مدارسنا سجناً؟!! وبعضهم لا يعطي للنائب الإداري تفويضا وصلاحيات لكي يسمح لمن لديهم بعض الظروف بالخروج سويعات ثم العودة مرة أخرى لتأدية مهامهم فأين القيادة الإدارية يا هؤلاء؟!! ونسمع أيضا أن بعض مديري المدارس لا يراعي شعور بعض المعلمين لما يعتريهم من ظروف فهم مهما بلغوا بشر يعتريهم ما يعترينا!!.  الرسالة الثانية: بعض مديري المدارس يقبع في مكتبه يوقع على هذه الورقة وينظر في تلك!! يتصفح الانترنت!! يحتسي أكوابا من القهوة والشاي!! غير عابئ بما يدور خلف أسوار غرفته وماذا يحصل من الطلاب!! غير متابع لمعلميه!! لا يزور القاعات الصفية ويطلع على ما يحدث فيها ويترك الحبل على الغارب... وهنا أقول حتى لا يفهم كلامي خطأ "بعض المديرين وليس كلهم"..  الرسالة الثالثة: يا مديري المدارس المسألة ليست إدارية بل هي تربوية... فأين دوركم التربوي في التوجيه والإرشاد لطلابكم؟!! كم من طلاب أخبرونا أنهم لم يروا مديرهم بعد الصلاة أو في الطابور يلقي على مسامعهم كلمة توجيهية إرشادية تدلهم على التفوق والنجاح وتحثهم على الخير وبر الوالدين!!.  الرسالة الرابعة: إياكم يا مديري المدارس من الظلم لمعلميكم وموظفيكم فإن الله فوق كل ظالم، واعلموا أن سهام الليل لا تخطئ.. تعاملوا معهم بإنسانية لا ضعف فيها واعلموا أنكم وإياهم ستقفون أمام ملك الملوك سبحانه يوم توضع الموازين فلا تظلم نفس شيئا.. وأنت أيها الظالم يا من أبعدت من لا يستحق، سيأتيك يوم يقتص فيه عند الله من ظلمته وقطعت رزقه..يا ويلك من الله..  الرسالة الخامسة: إياكم والتمييز في المعاملة بين معلميكم، واحذروا كل الحذر من المنافقين الذين يعطونكم من طرف اللسان حلاوة ويروغون منكم كما يروغ الثعلب...احذروا المتملقين الذين كانت لنا معهم بعض التجارب وحين ابتعد أحد الطرفين لم يعودوا يسألون أو يسلمون!!.  وأخيرا: اتقوا الله الذي يعلم السر وأخفى.. واعلموا أنكم محاسبون، لا من المجلس الأعلى للتعليم فحسب، بل المساءلة الأعظم يوم تقفون بين يديه تعالى فيسائلكم عما قمتم به في تربية أبنائنا تربية إسلامية صحيحة مقتفين أثر نبينا عليه الصلاة والسلام..