10 سبتمبر 2025
تسجيلوبدأ الجو يبرد في شهر ديسمبر ها نحن في شهر ديسمبر والذي يحلو فيه الجو بتساقط الأمطار والإحساس بالبرودة تملأ أجواءنا بالفرح لكون معظم أوقاتنا التي نعيشها في بلادنا صيفية، لأن مناخ دولتنا الحبيبه قطر صحراوي جاف في أغلب الأوقات، وحين قرب قدوم هذا الجو فإنني أذكر ذكرياتي قديماً عندما كنت صغيرة وأعيش في أحضان والديّ، الله يرحمهما ويرزقهما جنة الفردوس، حيث كل شيء جميل أحسه وأسمع فيه وأعيشه يذكرني بهما على طول وبطيبتهما وشعورهما النبيل تجاه الآخرين من الناس، فكان منزلنا بابه مفتوح للجميع لم يغلق أبدا إلا وقت الليل المتأخر فيزورني الأهل والأصدقاء ونتبادل الضحك والسوالف، ففعلا كان بيتنا فيه الألفة والجمعة، فحقا الوالدان هما نور البيت وسراجه المنير؛ لاننساهما أبدا حتى وإن فارقتهما العيون، ولكن الإحساس والشعور لا يخفى عنهما وعن مبادراتهما القيمة من أجل إسعادنا نحن كأبناء، وكذلك الآخرين وتقديم المساعدة لكل محتاج، ففي هذا الشهر نقوم بإخراج الملابس الشتوية وأدوات التدفئة ونستعد بجلب الفاكهة التي تشعرنا بالدفء، وكان أهمها، والتي لا ينسى إحضار والدي، الكستناء وشويها أو غليها. كان طعمها لذيذاً والأطيب في ذلك شعورنا ونحن نأكلها جميعا على مائدة واحدة بسعادة تغمرنا جميعا، فما أشهاكِ يا كستناء في فصل الشتاء، وبالمثل كانت فاكهة الصيف الجح الأحمر وتقطيعها وكانت لذتها ونحن نأكلها في صحن واحد بتقطيع الوالد -رحمة الله عليه- وغيرها من الوجبات والأكلات التي لا تنسى وذهابنا إلى رحلة التخييم بالبر القطري. وكان التخييم قديما ليس له تسجيل أو شروط يلتزم بها المخيم لصحة وسلامة نفسك والبيئة، ولكن كانت أخلاقياتنا متميزة بالحفاظ على البيئة، فأثناء التخييم نحافظ على البيئة بقدر المستطاع حتى وإن كان لم يتوفر إلا القليل من حاويات القمامة مثل الموجود حالياً، إلا أننا نقوم بجمعها في أكياس ونرميها في قمامة المنزل، بالإضافة إلى الاقتصاد في استخدام المياه في الطبخ والنظافه، وكنا نحافظ على النباتات بعدم دعس وقطف النباتات إلا لضرورة الأكل، فكنا نجمع (الحوى واليراوة) من أجل أن تطبخ في مجبوس الغداء، ويكون غذاؤنا صحياً، ومن برنا القطري الطيب وكانت متعتي الكبيرة وأنا صغيرة القطف من شجرة السدر، وكان بها كنارات صغيرة أقوم بأكلها بكثرة، وذلك لحبي الشديد في المغامرة والتقاطها بين الأشوال الكثيرة ولا أنسى ممارستنا لرياضة المشي واللعب بالكرة، وكنا نجلس تحت عرين الأشجار، القطف والأثل والسمر، حيث الظل، ويتبادل الجميع السوالف والأخبار والضحك، وكنا نفضل وضع السجاد على مكان رمل وليس به عشب، وذلك حفاظا على النباتات والأعشاب من التدمير، بالإضافة إلى أن الماء الزائد من الغسيل كان يصرف على التربة لكي تشربها النباتات، وعند الطبخ لا نقوم بقطع الأشجار لإشعال النار، وإنما نستخدم الأخشاب وأوراق النباتات المتساقطة، وكذلك جلب الكارتونات من المنزل لإشعال النار والطبخ. فعلا كنا نحب برنا وما يحتويه من نباتات وحيوانات ورمال وشمس ساطعة حوله وأمطار تسقط عليه تزيد من اخضراره، وإسعادنا بنمو النباتات وتكوين الفقع بالقرب من نبات الرقروق. فما أجملها وأسعدها من ذكريات أحسست بها وبقرب موعد اليوم الوطني القطري، وفي حكم أجواء الكورونا التي منعت من تجمعنا في درب الساعي، ولكن أتوقع سيكون مقالي بمناسبة اليوم الوطني مختلفا نوعا ما عن السابق وتجمعاتنا جميعا من وزارات وهيئات وقطاعات حكومية وخاصة ومراكز شبابية ومبادرات وطنية في خيمات اليوم الوطني بدرب الساعي، وذلك التلاحم سيكون بطريقة مختلفة وعلى مبدأ كلنا قلب واحد ويد واحدة من أجل عيون قطر الحبيبة والغالية علينا جميعا. خبير بيولوجي ومدرب معتمد [email protected]