17 سبتمبر 2025

تسجيل

المفاتيح القديمة لا تفتح الابواب الجديدة

09 ديسمبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لعل مقولة ألبرت أينشتاين "الجنون هو أن تفعل الشيء مرة بعد أخرى وتتوقع نتائج مختلفة" تصف بدقة متناهية اندلاق الجانبين العربي (وكأن هناك جانبا عربيا) والفلسطيني على الولايات المتحدة كوسيط "نزيه" في عملية سلام متعثرة أصبحت غايتها الأساسية توفير أمن الأمر الواقع لتمكين الإسرائيليين من استكمال آخر حلقات المشروع الصهيوني الكولنيالي الإحلالي.عبثاً حاول العرب إخافة الجانب الأمريكي من مغبة استمرار الصراع، فحديث العرب – قادة وإعلاميين – بأن استمرار الصراع العربي الإسرائيلي هو سبب اندلاع واستمرار النزاعات الإقليمية يأتي وكأنه تحذير للغرب إلا أنه لم يجد أذانا صاغية ، فمقولة أن حل الصراع العربي الإسرائيلي سيفضي إلى حل كافة النزاعات الأخرى في المنطقة العربية (على وجاهتها) غير صحيحة وبخاصة بعد اندلاع ثورات الربيع العربي وبعد إعادة شكل التحالفات في المنطقة برمتها، ناهيك عن تغير بوصلة الصراع إذ أصبح الاهتمام الإقليمي منصباً على صراعات أخرى لا يمكن الادعاء بأن سببها يعود إلى استمرار الصراع مع إسرائيل. عندما كنت أعمل في الولايات المتحدة كنت من أنصار مقولة الربط بين الاحتلال الإسرائيلي والتوتر في المنطقة، ودخلت في حوارات كثيرة مع بعض المثقفين والباحثين والسياسيين حيال هذه النقطة على وجه التحديد، ولكن بعد انقضاء هذه السنوات عليّ أن أُقر بأن وجهة نظرهم هي أكثر صوابا مما كنت أعتقد، لهذا ربما نحتاج إلى إعادة صياغة المقولة للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية بالقول أن حل النزاع سيسهل من حل الصراعات الأخرى لا أكثر ولا أقل.قبل بضعة أيام كتب مبعوث السلام الأسبق دينس روس من معهد واشنطن مقالا نُشر على موقع المعهد يدحض به فكرة الربط بين الصراعات، ومع ذلك لا يستبعد دينس روس أن يفجر دونالد ترامب مفاجأة ويساهم في حل الصراع العربي الإسرائيلي، ويقدم دينس روس في هذا السياق عددا من النصائح هي بتقديري لن تقدم ولن تؤخر لاعتبارات موضوعية. وبرأيي المتواضع فإن الجانب السرائيلي بلغ من القوة بمكان لا يمكن له أن يقدم تنازلات قدمت سابقا ولم يقبل بها الرئيس عرفات لعدم كفايتها ولعدم استجابتها حتى للحد الأدنى لمطالب الفلسطينيين، وفي الوقت ذاته بلغ الجانب الفلسطيني مرحلة من الضعف والهوان بحيث لا يمكن لقيادته (آخذين بالحسبان تعدد القيادات) أن تقبل بأقل مما قدمه باراك لعرفات. ومما زاد من الطين بلة انزياح المركز السياسي في إسرائيل إلى اليمين وهنا تصبح الحكومة الإسرائيلية ممثلا لمصالح الاحتلال.في مؤتمر حركة فتح الأخير، سمعنا كلاما مكررا عن ضرورة إنهاء الاحتلال في وقت أخفق فيه المؤتمرون في اجتراح الاستراتيجية الوطنية المناسبة لتحقيق الهدف الأسمى، وللأسف ما زال الجانب العربي متشبثا كغريق بقشة المفاوضات وبنفس الطريقة معتمدين على عدالة القضية وكأن الظروف ثابتة لا تتغير، وهنا فاتهم – كما فات السيد دينس روس – أن المفاتيح القديمة غير قادرة على فتح الأبواب الجديدة لكن لا يبدو أن هناك من يتعظ!