14 سبتمبر 2025

تسجيل

المحرقة الموصلية...؟

09 نوفمبر 2016

أسابيع عديدة قد مرت منذ أن أعلن رئيس الحكومة والقائد العام للقوات العراقية المسلحة حيدر العبادي عن بدء عملية (تحرير الموصل) من قبضة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والذي أعلن من هناك (دولة الخلافة) والمستمرة منذ عامين ونيف من الشهور! ورغم الدعم الدولي القوي واللامحدود، والقوى النيرانية الهائلة التي يتمتع بها الجيش العراقي وجماعات الحشد الشيعية وقوات البيشمركة الكردية وبقية المجاميع القتالية المشتركة في المنازلة والدعم اللوجستي والاستخباري والميداني من المستشارين العسكريين الإيرانيين والأمريكيين وحلف الناتو وغيرهم ووجود السلاح الجوي المتفوق والمنفرد في ميادين المواجهة وإمكانات كثر من 60 دولة مشتركة في التحالف المساند للحكومة العراقية، إلا أن النتائج الميدانية تبدو متواضعة للغاية ومثيرة للتأمل في ضوء تكرر الوقفات التعبوية ومراجعة الخطط وفي ضوء حجم الخسائر البشرية الكبرى التي استنزفها الجيش العراقي في المعارك المحتدمة على أطراف الموصل الشمالية والجنوبية ودون الوصول لمرحلة الاقتحام في وسط ومركز المدينة! من دون شك فإن معارك الجيوش النظامية في مواجهة حرب العصابات داخل المدن المكتظة تؤدي لمعاناة حقيقية للجيوش لاختلاف الأساليب وقواعد الاشتباك والروح المعنوية وللضرر المباشر الذي يصيب المدنيين من نتائج تلك المعارك الالتحامية، كما أن المعارك تأتي بعد أكثر من عامين من تحصن تنظيم الدولة في الموصل وبناء الدفاعات وأهمها الأنفاق الشهيرة والتي تجعل الجيش في مواجهة أشباح تظهر ثم تتبخر!، الشيء المؤكد أن معارك الموصل ستكون دموية وأشد كلفة من كل المواجهات السابقة، فالتنظيم يحارب معركته اليائسة الأخيرة، وهي مواجهة كارثية لكل الأطراف!