الإجازات في العمل الاجتماعي

بعد أن كتبت عن الشفلح والأنشطة الصيفية في مقالي السابق، وصلتني اتصالات كثيرة من موظفين وموظفات يعملون ضمن المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، البعض من الشفلح والبعض الآخر من دريمة وتركزت معظم الاتصالات، سواء بالمكالمات أو الكتابة بـ"الواتس اب" على الترقيات والتسكين، والذي قد تناولته في مقالات سابقة وكذلك عن مشاكل في الموارد البشرية ونظام الإجازات.ولأنني لا أستطيع أن أكتب عن أي تجاوزات دون دليل، فلا أحب أن أبحث في هذا الموضوع سوى ما حصلت عليه في قانون نظام الإجازات. القرارالتنفيذي رقم 1 لسنة 2017 الموقّع من الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي. وجدت تصديق ما كان يشتكي منه البعض.. في المادة رقم 21 الإجازات المرضية (يرخص للموظف إجازة مرضية مدفوعة الأجر لمدة 14 يوم عمل في السنة).في الوقت الذي يحق للموظفين في وزارات الدولة سنة كاملة وبراتب إجمالي كامل.ولا أعرف لماذا تُقلص تلك الإجازة المرضية لهذا العدد الضئيل من الأيام، على الأقل شهر وستظل أقل من 10% من الإجازات المرضية المعمول بها بالدولة.الموظفون بشر قد تحتم عليهم الأقدار أن يمرضوا أكثر من ذلك وبإجازات طبية معتمدة.ولو زادت تلك الإجازة عن 14 يوما حسب القانون لدى المؤسسة (يخصم نصف الراتب لمدة 40 يوم وما بعدها تحتسب بدون أجر نهائيا). المادة رقم (23)وقد تفاجأ بعض الموظفين بأن رقما كبيرا من رواتبهم قد طار تحت بند تطبيق الإجازات المرضية الأكثر من 14 يوما.أما بخصوص إجازة الأمومة وساعات الرضاعة (تمنح الموظفة إجازة أمومة لمدة 35 يوما) ..المادة رقم (40)في الوقت الذي تمنح الموظفة في وزارات الدولة شهران وإذا كان لديها توأم تمنح ثلاثة أشهر.وساعات الرضاعة هي ساعة واحدة فقط وتلغى في رمضان والصيف.فلنتصور موظفة لديها ساعة رضاعة واحدة، فكم من الوقت ستستغرقه حتى تخرج من مركز الشفلح على سبيل المثال لتصل إلى بيتها ثم تعود منه؟!.وكذلك ينطبق الأمر على مرافقة المريض والتي لا تتعدى 35 يوما!.لم أجد بالقانون إجازة للموظفة التي لديها طفل من ذي الإعاقة، وخاصة بأن المؤسسة أولى بتطبيق هذا القانون لطبيعة عملها مع حالات ذي الإعاقة وكبار السن والأيتام وغيرها ، علما بأن ذلك موجود في قانون الموارد البشرية بالدولة، وهو خمس سنوات براتب إجمالي كامل.وقد أعجبتني كثيرا إجازة الإبوة مادة رقم (44).(يمنح الموظف إجازة أبوة مدفوعة الأجر لمدة ثلاثة أيام عمل لرعاية مولوده، على أن يقدم شهادة ميلاد الطفل خلال أسبوعين من ولادته).أعتقد هذه الإجازة تنفرد بها المؤسسة، وهي فرصة طيبة للآباء للأستمتاع بالإجازة حينما يرزفون بأطفال ولهم الحق في كل سنة مرة!. ومن ضمن الاتصالات جاءني تواصل بـ"الواتس اب" من إحدى الموظفات في مركز الشفلح وهي تدافع عن المركز بكل قوة وتعتبر أن ما يصلني من الموظفات إنما هو كذب وافتراء، وطلبت منها أن توافيني بعكس ذلك بشكل رسمي مع صفتها الشخصية؛ لأنني أعرف طوال ربع القرن الذي قضيته مع الصحافة، ماذا أكتب وعن ماذا أكتب، لا أن تأتي الآن مثل هذه الشخصية المريضة لتقول لي "لا تسمع كلام الحريم ترا الحريم دبايرهم وايد .." وختمت رسالتها "...لا تكتب عن الشفلح شوف لك شيء آخر اكتب عنه ..".مثل تلك الموظفة قد تكون متخلفة عقليا، فهي تصف النساء بالكذب والمكائد وهي منهم، في الوقت الذي نحن نقدر المرأة ونحترم أم الرجال ولا نعيش في عصر تكميم الأفواة و نحرص على بلدنا أكثر منها وننتقد بشكل بنّاء ولدينا ما يثبت صحة ذلك ونستظل بما توفره لنا القيادة الحكيمة من حرية التعبير؛ لما فيه المصلحة العامة. أتمنى أن تشكل لجنة لإعادة النظر في نظام الإجازات بالمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، وخاصة المرضية منها؛ ليتواكب مع طبيعة عمل هذه المؤسسة التي تهتم بالإنسان والطفل والمرأة أكثر من غيرها من المؤسسات الأخرى.