14 سبتمبر 2025

تسجيل

الولد شو، وشهو؟

09 أكتوبر 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أريد أن أحدثكم اليوم عن شو يانو، واطمئنوا، فليس هذا اسم علم (ابن آدم)، وبالتالي ليس للاسم هذا علاقة بالـ "شو" أي عالم الاستعراض والرقص والغناء، بل هو دكتور طبيب، وشاطر وماهر!! ستقول إن هناك آلاف الأطباء الشطار المهرة الحاذقين، ولكنني أقول لك بقلب جامد إنه ليس بينهم من يضاهي شو يانو، ومع هذا فإنني ما كنت سأقبل أن يعالجني هذا الطبيب الشاطر، لسبب بسيط وهو أن عمره 12 سنة، وهي نفس السن التي كانت أمي ترغمني فيها على الوقوف داخل طشت في وسط الحوش، وجاراتها يتبادلن الحديث معها، وتغسل جسمي بصابون أظن أنه كان يصنع من الفحم الحجري، فأصرخ إذا تسللت رغوة الصابون الشحيحة إلى عيوني التعبانة أصلاً!! (إنصافا لأمي رحمها الله، فقد كانت تقوم بمهمة غسل جسمي وشعري، في فناء البيت وعلى المكشوف، ليس لإذلالي علناً، وليس لأنني كنت صبيا مدللا، ولكن لأنه لو لم تقم هي بتلك المهمة، لما فكرت في الاستحمام حتى في العيدين)إمعاناً في استفزازي فإن يانو أبو 12 سنة هذا، سينال درجة الدكتوراه في الطب في غضون سنة أو سنتين من جامعة شيكاغو، وبداهة فإن يانو هذا فلتة فمعدل ذكائه (آي. كيو) مائتان، وفوق هذا فإنه موسيقي بارع (معدل ذكاء ستيفن هوكنغ أشهر عالم فيزياء في عالمنا المعاصر 154)، وعندما أقول إن يانو موسيقي بارع، فإنني لا أتكلم هنا عن موسيقى من شاكلة ما نسمعه من شعبولا وهيفولا، ولا حتى بيونسيه نولز، بل السيمفونيات المعقدة لشوبان وموزارت وبيتهوفن ورصفائهم!!أكثر ما أعجبني في حكاية الولد الدكتور يانو، هو أن أمه كيونغ يانو وهي كورية الأصل، أستاذة جامعية في تاريخ الفنون، تركت عملها، وتفرغت لتصبح "سائق" لدى ولدها العبقري: في الصباح تُحضر له السندوتشات، وتوصله إلى جامعة شيكاغو ثم تعيده إلى البيت أو تنقله إلى المكتبة التي يود زيارتها!! ولأنه صغير السن فإنهم لم يسمحوا له حتى الآن بمعالجة المرضى، مما أعطاه الفرصة ليركز على المزيد من التحصيل الأكاديمي، بحيث سيكون بدرجة بروفيسور في الطب (يريد أن يتخصص في أبحاث السرطان) وعمره 17 سنة، وعلى الرغم من أننا نعتبر التلفزيون الأمريكي قمة المتعة، فإن يانو هذا الذي عاش ما بين ولاية كاليفورنيا ومدينة شيكاغو في الولايات المتحدة، يقول إنه لا يجد قط برنامجاً تلفزيونياً يشده ويجذبه، بل يفضل أن يمضي وقته في القراءة، ولا تحسب أنه يقرأ فقط في الطب وعلم الجينات، لا، بل قرأ جميع أعمال الأختين برونتي، وجين أوستن، وأشعار ازرا باوند، وروايات كونراد ومقالات جعفر عباس (معليش... أقصد أنه يقرأ أي شيء يصادفه... فالمهم عنده هو أن يقرأ!) وبالتأكيد فإن في الوطن العربي عيال يماثلون شو يانو هذا ذكاء، ولكن بالتأكيد فإنهم يعاملون كمرضى نفسانيين: الولد مو طبيعي، مسكر الغرفة على روحه ليل نهار ويطالع في الكتب... أكيد زنوبة سوت له عمل... قلبها أسود... الله أكبر عليها!! وهناك الآباء الفحول الذين يعتبرون مكوث الولد في البيت طويلاً نوعاً من الخيبة: يا ولد اطلع بره العب مع ربعك... خلك حركي وملحلح!! أما إذا كانت المسألة تتعلق ببنت نابهة وذكية وتحب الكتب والاطلاع، فيا ويلها وظلام ليلها: خلي الكتب تعطيك عريس يا خبلة يا هبلة مثل عبلة، يا اللي ما تشبهين البنات... لا كحل لا مسكارا... بس كتب ومسخرة!! شقيقة يانو الصغرى اسمها سايوري وستدخل الجامعة وعمرها 9 سنوات، وأمها غير مشغولة بمسألة العريس!بقي أن أقول إن والد شو يان من اليابان، وكما أسلفت، فأمه كورية جنوبية الأصل، أي ينتميان إلى بلدين يشجعان العلم والتعلم، وصارت تنجب خيرة علماء عالمنا المعاصر.