11 سبتمبر 2025

تسجيل

صدمة: ابن القطرية لن يرث والدته!

09 أكتوبر 2014

اقترحت في المقالة السابقة عن "رفع الإقامات عن أبناء القطريات" بتاريخ 1 /10 /2014م تسهيل أمور الأمهات القطريات برفع الاقامات عن أبنائهن العرب الحاملين للجنسية العربية/الغربية، وذكرت أن المواطنة القطرية بفضل الله تعالى ثم بفضل حكومتنا لا تعاني من الفقر كما هو الحال في بعض الدول المجاورة ومن جاورها- فأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعز حكومتنا كما أعزت مواطنيها- إلا أن هناك صدمة أخرى لم تكن تتوقعها الكثيرات وسببت لهن قلقاً وعدم استقرار، فبالاضافة لعدم قدرتها على منح جنسيتها لابنها الأجنبي فإنه لا يحق لها توريث ابنها عقارها وتملكه له لأنه أجنبي. صدمة!! الأم هي الأساس في التربية وزرع الانتماء والولاء، وغالبا ما يرتبط أبنائها بأهلها فإن انقاصها لحق تجنيس أبنائها هي غصة لا تدري كيف تعالجها! وما تعانيه المواطنة القطرية هي تلك التفرقة بين أبنائها وأبناء القطري المتزوج من غير قطرية (عربية/غربية- مسلمة/نصرانية) وتمتعهم بكامل حقوقهم دون أبنائها. قد لا تحس بالأمر لكونك رجلا مكتسبا لحقوقك كاملة لكن ان كان هذا الحق معطى للمواطنة دون المواطن هنا ستحس بإحساسها وضيمها وألمها وستدرك مدى معاناتها وستنادي بالمساواة. كتبت تغريدة بتويتر قلت بها ان:"من باب المساواة: يجب ألا تحمل زوجة القطري الجنسية القطرية، كما يجب ألا يحصل عليها زوج القطرية لكن تمنح لأبنائهم" هنا سيتحقق العدل بين المواطن والمواطنة. لكن للأسف جاء القانون في صف الرجل دون المرأة لتكون الأفضلية للمواطن دون المواطنة، فيبدوا أنهم نسبوا الجنسية للنسب الشرعي فحدثت التفرقة بين المواطن والمواطنة، والحقيقة أن لا علاقة للجنسية بالشرع حيث يظل يُنسب المرء لأبيه لكنه يكتسب أي جنسية يشاء. الجميل بالعالم الغربي هي تلك المساواة بين المواطنين والتي قُيدت بقوانين فنُفذت، فلا يشتكي أحد منهم مرارة وضعه أو وضع أبنائه. ومن ناحية التملك فقد سمحت الدول الغربية/العربية للأجبني أن يتملك في بلادها مايشاء؛ ولهذا استطاع القطري التملك خارج قطر دون شروط/أوبشروط وضوابط يخضع لها المالك، لكن لا يسمح القانون القطري بتملك الأجنبي وهو أمر يحق لأي دولة فعله ان رأت فيها مصلحة خاصة لها، لكن كان لابد من إستثناء أبناء القطريات الأجانب من هذا القانون. هنا تأتي أسئلة مهمة: كيف سيكون وضع وحال ابن القطرية المتوفية عنه والدته!؟ ماذا يحدث لأملاك الأم في حالة وفاتها!؟ من سيكفل أبناء القطرية بعد موتها إن كانت هي من تكفلهم في حياتها!؟ هل سيُعطى لهم الحق بالعيش بقطر؟ كيف إن لم يجد الأب من يكفله فهل سيغادر بأبنائه بلد الأم؟ وكيف حال أبناء المطلقة والأرملة الصغار!؟ رويت لي قصة عن إحدى الأمهات القطريات المتوفيات أنها عندما أحست أنها مشرفة على الموت قامت بعمل توكيل لابنها الكبير باستلام راتبها والتصرف بأملاكها. المحزن أن أبناءها الذين يعيشون في ملكها بعد وفاتها لن يستطيعوا تملك عقاراتها أو توزيعها بينهم لأنهم أجانب وإن ذهبوا للمحكمة فسيكون مصير عقارات والدتهم البيع ثم توزيع الورث نقداً بينهم فينتهي بهم الأمر للإيجار بعدما كانوا يسكنون بيتا ملكا. لا أستعطف في مقالي هذه القلوب بقدر ما أرجو أن يتحقق العدل بالقانون لينصف أبناء القطريات ويحقق للأم الأمن والاطمئنان على أبنائها وهو حقها في أن يرث الأبناء أملاكها. أنني أرجوا أن يكون هناك نص قانوني يعطي لأبناء الأم القطرية لغير الخليجيين من العرب الحاملين للجنسيات العربية/الغربية الحق بتملك عقاراتها وشركاتها وكل ما تورثه لهم، بل وليعطوا الحق في التملك إن أرادوا في حياتها، كذلك صرف راتبها بعد وفاتها لأبنائها حتى يعملوا مساواة بالقطريين. همسة لأمير كعبة المضيوم: إنني لأرجو من عمودي هذا "كلنا قطر" تفعيل نص الدستور بتجنيس أبناء القطريات. وإنني على يقين بأن من جعل بلده كعبة للمضيوم لن تضام به مواطنة قطرية، وكما تحقق أمل بعيد كان يخص الشئون وأفرح تميم قلوب الكثيرين لترتفع أيديهم له بالدعاء، سيُفرح قلوب الأمهات القطريات قريبا بإذن الله تعالى بتفعيل نص الدستور بتجنيس أبنائهن. دمتم في حفظ الله ورعايته