15 سبتمبر 2025

تسجيل

وحدة المماليك ما يغلبها غلاب

09 أكتوبر 2013

يبدو أن الاقتراح الذي أعلنه مولانا أحمد الجلبي رئيس ما يسمى بالمؤتمر الوطني العراقي لم يكن مجرد جس نبض أو فرقعة إعلامية عابرة وهو الاقتراح المثير للسخرية والذي يدعو الجلبي لإعلان وحدة كونفيدرالية بين حكومة الطائفيين الصفويين التعبانين في العراق والنظام المجرم الكيماوي وقاتل الأطفال وسليل الجريمة بشار أسد! والذي يترنح اليوم وينتظر مصيره الموعود على يد أبطال سوريا الحرة! فقد دعت العشائر العراقية المرتبطة بالرفيق الجلبي لتنظيم مؤتمرات (على الطريقة القذافية)! تنفيذا وترجمة لنداءات الجلبي واقتراحاته الوحدوية التي هبطت عليه على حين غرة، وحولته من مستثمر اقتصادي ورجل أعمال ومال وبنوك وعصابات مسلحة على الطريقة التكساسية لمفكر وحدوي قومي يصارع بقايا ومخلفات سايكس بيكو! ويدعو لقيام (سوراقيا) جديدة أي وحدة سورية عراقية تعيد أمجاد الدولتين الأموية والعباسية كما قال؟ رغم أن الجلبي لا يتعرف فكريا لا بدولة بني أمية ولا غريمتها دولة بني العباس؟ بل يعترف بالدولة البويهية!! رغم علمنا بأن الجلبي لا يعرف عن التاريخ شيئا كونه تخصص رياضيات إضافة لتخصصه في شؤون البنوك والمصارف والتي كان آخرها مصرف البتراء الأردني وما أدراك ما البتراء! المهم وبعيدا عن النبش في الملفات خصوصا ملفات الأيام الأولى لسقوط بغداد على يد الرفاق الأمريكان ودخول الجلبي دخول الفاتحين من قاعدة الناصرية الجوية وقيام عصاباته بسرقة ما تيسر في أيام (فرهود) بغداد في تلكم الأيام الربيعية البغدادية الساخنة، فإنه اليوم وبعد أن انحسرت أضواؤه وخفت بريقه وتمكن (عصابة الحجيرة وضواحيها) من إزاحته من الطريق والسيطرة على السلطة الطائفية في العراق وتحول أحمد الجلبي لرقم منسي مضاف في خارطة التحالف الشيعي الحاكم قرر أن (يبق البحصة) على طريقته الهوليوودية الاستعراضية فاتحا موضوع الوحدة مع سوريا في الوقت الضائع، محاولا بذلك العودة للسياسة الإعلامية من خلال كسر القوالب الجامدة والسير في الاتجاه المعاكس لمنطق التاريخ والأشياء! وجمع نفرا من جماعته مضفيا عليهم ألقاب عشائرية ليحاولوا تنظيم مؤتمر باسم عشائر العراق يدعون فيه للوحدة مع النظام السوري؟ ولا أدري منذ متى كان للعشائر دور في القرارات الوحدوية الكبرى والتي لم ينفذ منها في تاريخ العرب المعاصر شيء على أرض الواقع!! الطريف في الموضوع هو كونه أشبه بعروض السيرك البهلوانية الزاعقة! فبعض الداعين لذلك المؤتمر المزعوم لم يتردد مثلا عن الإعلان المضحك بالقول (إن عشائر كربلاء تحذر الولايات المتحدة من شن عدوانها على سوريا)!! ولا أدري أين كانت هذه العشائر وقوات المارينز الأمريكية تحرر لهم العراق من صدام وتهديه لقمة سائغة لإيران وغلمانها المحليين!! فهل تخاف الولايات المتحدة وحلف الناتو مثلا من تحالف قوات عرب (بزون) مع الدبيسات مع قبائل الكرامشة البربرية بقيادة المارشال الجوي (عبدطيطو)! إنها مهازل الطائفيين وقد تهدلت وساحت في ساحة عراقية باتت اليوم معرضا لكل نفايات التاريخ وخرافاته ومهرجيه!! وأبطاله الكارتونيين! ولكن المثير للسخرية ولكل عوامل التعرية والتعجب والدهشة هو خطوة تلك العشائر المزعومة بعد إتمام مؤتمراتها على توجيه رسالة لرئيس جهاز الأمن القومي الإرهابي السوري اللواء علي المملوك تعرض عليه إتمام الوحدة الكونفيدرالية بين البلدين!! فالذي نعرفه بأن شؤون الوحدة والاتحاد هي من اختصاص القيادة القومية لحزب البعث وليس جهاز المخابرات!! خصوصا شخص اللواء المملوك الإرهابي المتورط بدعم وإرسال الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة بمتفجرات لتفجير الوضع الهش في لبنان!! فهل بمثل هذا الشخص الإرهابي والمجرم تتشبث عشائر أحمد الجلبي بالهم الوحدوي؟ ما هذه العروض السخيفة والركيكة التي تجري في الشرق القديم؟ ألا تعلم عشائر أحمد الجلبي (قدس سره) بأن الشعب السوري في ثورة وإن أحد قادة هذه الثورة هو سليل إحدى أهم عشائر الشرق وهو السيد أحمد الجربا؟ وإن عشائر الشام ودرعا وجبل العرب قد نفضت يدها من نظام الجريمة الإرهابي في دمشق؟ وأي وحدة تلك التي تتحقق على يد مماليك وقتلة من أمثال اللواء المملوك أو اللواء محمد ناصيف أو بقية الألوية الاستخباريين الذين تنتظرهم مشانق الشعب السوري الحر؟ ألا يخجل الطائفيون في العراق من هوانهم وتفاهاتهم المثيرة لكل عوامل السخرية والعار.. حقيقة اللي استحوا ماتوا.. وكما يقول المثل: والله حالة.. والله طرطرة... وهنيئا لعشائر الجلبي بوحدة مماليكهم المنقرضين!