عشر ذي الحجة 

إن مواسم الخيرات كثيرة وهناك أيام افضل من أيام، فمثلا كرم الله ليالي شهر رمضان المبارك وجعل افضل لياليها العشر الأواخر وكرم فيها ليلة القدر وجعلها خيرا من الف شهر، وكرم الله الأيام العشر الأول من ذي الحجة وجعلها افضل أيام العام وجعل فيها يوم عرفة ويوم النحر، وهي التي نحن بصددها الآن وعلى أبوابها ووجب التذكير بالعمل والاجتهاد فيها، ففيها تتضاعف الحسنات وفيها خيرات كثيرة حري بالمسلم الفطن ان يستغلها ولا يدعها تذهب عليه كأيام السنة العادية .  فيسن في هذه الأيام التكبير وان ينتشر صوت التكبير في كل مكان من بداية هذه العشر حتى نهاية أيام التشريق، فتتعطر الألسن والأجواء بصوت التكبير .  ويسن أيضا صيام هذه الأيام وفيها يوم عرفة وصيام هذا اليوم يكفر سنة ماضية وسنة قادمة، وما أجمل ان يصوم الإنسان هذه الأيام ويستشعر فيها الخير ونفحاته، وأيضا تذكره بأيام رمضان الجميلة، والصيام يعتبر زاجرا عن ارتكاب السيئات وحافظا للإنسان عن المحرمات .  وأبواب الخير كثيرة فيستحسن الإكثار من الصدقات وقراءة القرآن والذكر والدعاء وكل أنواع الخير فالحسنات تتضاعف وابواب الرحمة مفتوحة. الاعمار قصيرة وجعل الله مواسم تتضاعف فيها الحسنات ويتميز فيها الناس بعضهم عن بعض، فترى الغافل اللاهي عن هذه الأيام، وترى المشمر العامل المجتهد فيها، فلا يجب علينا ان نترك مثل هذه المواسم ان تذهب بدون ان نقدم كل ما نستطيع، وكما ان الحسنات تتضاعف في هذه الأيام فإن السيئات في هذه الأيام ليست كغيرها لأنها كما ذكرت من أيام الله المباركة ويجب تعظيمها واحترامها.  هذه كلمات أحاول أن اذكر نفسي واذكركم بفضل هذه الأيام فالأحاديث في فضلها كثيرة، فيا باغي الخير اقبل وشمر عن ساعديك واجتهد، فقد قلت قبل الأيام ذهب شهر رمضان وذهبت نفحاته، ولكن جاءتك خير أيام العام فاجتهد واعمل ولا تدعها تفوتك، وتميز عن غيرك من الغافلين وكن انت من العاملين .