14 سبتمبر 2025

تسجيل

يا كبر فرحتنا

09 أغسطس 2012

إنجاز أوليمبي آخر وانتصار قطري كبير شهدته لندن بعزيمة شباب قطر وإرادة أبطالها الذين رفعوا رايتها خفاقة في دورة الألعاب الأوليمبية. فبعد أيام قليلة من إنجازنا الكبير بحصول بطلنا ناصر العطية على البرونزية الأوليمبية في الرماية تجددت فرحتنا أمس الأول عندما أهدانا نجمنا الشاب معتز برشم برونزية أخرى ولكن هذه المرة في ألعاب القوى ليتزين سجل الميداليات ببرونزيتين باسم الحبيبة قطر. برشم هذا الشاب الذي كان يعمل بصمت وهدوء ويرحل من معسكر إلى آخر لرفع اسم بلده دون أي ضجيج إعلامي استطاع بوثبته أن يصل بألعاب القوى القطرية إلى منصات التتويج ويكسب احترام العالم أجمع وسط الفرحة العارمة التي غمرتنا في قطر بهذا النجم الموهوب والبطل الأوليمبي الصغير. إن فرحتنا بإنجاز لندن تجعل طموحاتنا تتضاعف بتكرار هذه الانتصارات العالمية في البطولات القادمة التي تنتظرها الرياضة القطرية ومقارعة أكبر الفرق والأبطال العالميين. فأوليمبياد لندن أصبح بالنسبة لنا مفترق طرق من دولة كانت تشارك في المحافل العالمية للاحتكاك واكتساب الخبرة وشرف المشاركة إلى دولة أصبحت تقارع وتتفوق على منتخبات كبرى الدول وأبطالها العالميين. وبما أننا أصبحنا قادرين بإمكانات لاعبينا واجتهادهم وعزيمتهم وغيرتهم على سمعة بلادنا علينا أن نجعل من هذا الإنجاز الكبير نقطة البداية لمسيرة حافلة بالإنجازات ليست على الصعيدين الإقليمي والقاري فقط (والتي اعتدنا على تحقيق الانتصارات فيها) ولكن على المستوى العالمي فمن حققوا هاتين الميداليتين شباب عملوا واجتهدوا وتألقوا واستغلوا الدعمين المادي والمعنوي من المسؤولين على الرياضة ليحققوا طموحاتنا وآمالنا في لندن ولا ننسى أن هناك نجما آخر صادفه سوء التوفيق هو الرامي راشد العذبة والذي خرج من الأدوار نصف نهائية بفارق طبق واحد في مسابقتين للرماية وبأمانة وبحيادية أقولها دون أي عاطفة بأن إمكانات العذبة لا تقل عن الرماة الذين أحرزوا الميداليات في مسابقتي التراب والدبل تراب. وعلى جميع اتحاداتنا أن تعمل على صنع الأبطال واكتشاف المواهب من المدارس والتي هي منبع لإنجازات أي بلد وفي جميع القطاعات فقطر مليئة بالبراعم الذين يمتلكون الموهبة والقدرة على رفع اسمها في أكبر المحافل العالمية. فعلينا من اليوم أن نستفيد من إنجاز لندن ونستثمره للجيل الحالي والقادم فمن واجبنا أن نغرس في براعمنا روح التحدي وعشق منافسة الكبار والتفوق عليهم ونجعل من بطلنا ناصر العطية الذي أصبح قدوة رائعة لكل الرياضيين (البراعم أو الكبار) مثلاً يحتذى به في تحقيق البطولات والتغلب على المعوقات والتحديات. نقولها ألف مبروك لبلدنا الحبيب على ما حققه شبابنا في لندن وللأبطال واجب التكريم من كل قطاعات الدولة وخير استقبال من أبناء قطر والمقيمين على أرضها. قبل النهاية.. إذا كنا رضينا وفرحنا بالبرونزية في ألعاب لندن فإن طموحاتنا وآمالنا في ريودي جانيرو 2016 الفضة والذهب.