17 سبتمبر 2025

تسجيل

الصقر التركى المسلم يحلق مجدداً في الفضاء

09 يوليو 2018

أصبحت أشفق على "الانسلاخيين العرب" أكثر من اشفاقي على المتصهينين والعنصريين الغربيين من اعداء الحرية الذين استهدفوا منذ سنوات حزب العدالة والتنمية في تركيا الجديدة وزعيم تركيا رجب طيب أردوغان وجندوا لمقاومته كتائب من بنى جلدتنا لقطاء الحضارة ممن يدورون في فلك العنصرية الغربية والتغريب المبرمج للأمة ويقبلون أيادى زعماء الحقد على المسلمين ويتوجهون الى اسيادهم مثل عباد الشمس لا يرون عن الغرب الاستعمارى بديلا ولا يقبلون دليلا ولا يكفون عويلا انهم بقايا الاستخراب الصليبى الذى سموه استعمارا . والواقفون على اطلال الحداثة الدخيلة  الرافضون للحداثة الأصيلة أشفق عليهم وهم يتعازون بينهم بفوز أردوغان مجددا بثقة الشعب التركى ويتباكون على سقوط مخططاتهم وانهيار أوهامهم ومن أكثرهم مدعاة للاشفاق ذلك الاعلامى المصرى المحترف للتذيل (النموذج الحى لمدرسة التدليس والتلبيس) والداعى من على شاشة مصرية الى "انتفاضة شعبية تركية تلغى الديمقراطية" وتطيح بمن نعته "بالدكتاتور التركي" طبعا بالمقارنة مع الجنة الديمقراطية المصرية التى انقلبت على الديمقراطية المصرية الحقيقية ذات يوم من أيام الغفلة! وهذا الاعلامى هو ابن شرعى لاعلام مصرى قديم أساء لشرفاء الاعلاميين المصريين الذين تتلمذنا عليهم ذلك الاعلام المستبله للشعوب الذى كان يقوده المرحوم أحمد سعيد حين كان يبشر  العرب في الخامس من حزيران 1967 بالنصر الساحق ويعدد للمستمعين العرب من اذاعة صوت العرب الطائرات الاسرائيلية المتساقطة كالذباب بقيادة المشير عامر!  ذلك الاعلام الذى احترف تزييف الواقع وصناعة أوهام مطلوب ترويجها نفس هذا الاعلام الذى يعاد تكريره اليوم عام 2018 لم يقنع لا المصريين ولا العرب بأن تركيا اليوم 24 يونيو 2018 دخلت في نفق أسود (سود الله وجوههم!) تركيا التى أفاقت منذ عشرين عاما على نداء الهوية والتقدم والحرية حين هب الأستاذ نجم الدين أربكان طيب الله ثراه ودعا الأتراك ليكونوا الأولين في يقظة الحضارة الاسلامية لا الأذيال في الاتحاد الأوروبى الرافض لهم بعنصرية ونشأ من صلب حركته الأصيلة مناضلان شابان هما طيب رجب أردوغان  وعبد الله غول فأقاما معا صرحا عتيدا للحزب الجديد الذى انتهج سبيل الحكمة والتروى ونأى بنفسه عن المغامرة والتصادم فاعترف بالرجل الذى يعتبره الأتراك مؤسس تركيا الحديثة ودوره التاريخى ولكن بالاصرار على احياء هوية الشعب وصيانة مخزونها الأخلاقى  وقيمها  الخالدة فوفق الله قادة العدالة والتنمية الى المزاوجة الذكية بين الحداثة والأصول وتجلت تلك السياسات في نتائجها الباهرة حيث قفزت تركيا من الدرجة 93 الى الدرجة 11 في ترتيب الدول اقتصاديا وقريبا كما وعد أردوغان تكتسح تركيا حلقة الثمانية الكبار لتصبح الدولة المسلمة الأولى المصنفة ضمن الصفوة الراقية من الدول المعجزة وتدحرجت نسبة البطالة فيها من 38 % الى 2 % في ظرف عقدين ثم ان الصناعات التركية في مختلف التخصصات احتلت المرتبة التاسعة عالميا من حيث طاقة التصدير فان المستهلك الأوروبى والأمريكى أصبح يقبل تلقائيا على الغسالة التركية والكمبيوتر التركى  وقطع الغيار للطائرات المصنعة في تركيا بعد أن كان لا يعرف من تركيا سوى (التركش كافيه) والبقلاوة. انها ثورة شعب قادر على تغيير مجرى حضارته بالتنمية العميقة ورفض الانخراط في منظومة الاستبداد الأطلسى الذى فرض علينا جميعا الخضوع لهيمنة الغرب الليبرالى المتوحش ومنظومة (برتن وودس) الجائرة وشروط صندوق النقد الدولى ومعاهدات ما سموه لنا بالحريات الفردية باباحة الشذوذ والغاء آيات القرآن المجيد بدعوى أن القرآن موضوع لعصر النبوة فقط حصريا وليس منظومة قيم روحية تهدى الانسانية الى السلام والأمن وراحة الضمير!  النتيجة أن تركيا حلقت عاليا في فضاء رحب وظلت الدول المتذيلة ترزح تحت نير التخلف والبطالة والحروب الأهلية المعلنة أو الخفية ولم يسعفها الغرب المستكبر  ونسيت النخبة المتعلقة بأستار أسيادها أن شاه ايران وهو في المنافي لم يسمح له بأرض تؤويه ومشفى يعالج فيه ثم بقبر يدفن فيه سوى المرحوم محمد أنور السادات بعد خمسين عاما  قضاها رضا بهلوى يخدم مصالح اللوبيات الغربية النفطية ويحرس بوابات الناتو! كما أن امبراطور الهند الصينية (باو داي) قضى نصف قرن يحمى مصالح فرنسا ثم عاش منفيا في شقة صغيرة ومات فيها في أحد أحياء باريس وكنت تعرفت عليه وعلى الامبراطورة (فان توي) زوجته وأنا في منفاى الباريسى وكان يقول لى اياك أن تثق بهم فهم يغدرون بك في أول فرصة. يطير الصقر التركى اليوم حرا لا يعول سوى على شعبه وقدراته وتاريخه وأمجاده.