19 سبتمبر 2025

تسجيل

خيوط من ذهب

09 يوليو 2018

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن حرب الزبارة، والذي لا يختلف عليه اثنان أن العرب كانوا قبائل متفرقة يغير بعضها على بعض، وفي نفس الوقت كانوا يغيثون الملهوف ويجيرون من استجار بهم، وبين هذه وتلك، ترتسم كل المتناقضات في التاريخ القبلي. الإنسان العدل يقر بأن القبلية لا تزال حاضرة في نفوس بعض منتسبيها، رغم أن رسولنا الكريم أمرنا بهجرها من قرون طويلة بقوله –صلى الله عليه وسلم-: "دعوها فإنها منتنة“. ولقد استخدمت القبلية لضرب النسيج القطري من قبل دول الحصار، ولكن الله رمى. لقد خط أهل قطر أروع صورة في تاريخ قطر الحديث من وجهة نظري. فما انجلى هذا الحصار، إلا عن مجتمع مدني رسم أروع الصور بتكاتفه وتعاضده ونبذه للقبلية والانتساب للوطن والاصطفاف خلف قيادته. كأفراد يجب أن نكون واعين للسم الذي يدس في العسل، فليس من الذكاء الخوض في تفاصيل الظاهر منها إثبات تاريخ، والباطن فيها فرقة وعودة بوعي أو بدون وعي لشعور القبلية الذي يتأجج في النفس مثل نزغ الشيطان.  لا نحتاج لتاريخ نحن التاريخ، نحن نكتب تاريخنا بسواعدنا، سطرنا صفحات من نور كتبناها بخيوط من ذهب، سنة 2017/2018 ستكتب في التاريخ بأسمائنا باسم محمد القطري ومها القطرية وغيرهم الكثير الذين انتسبوا لهذا الوطن الذي كان لهم الأب والأم والأهل، سنفتخر يوما وسيفتخر أبناؤنا بما سطرناه في هذه السنة المنصرمة وبأننا نحن، نعم نحن أبناء قطر فردا فردا تخلينا طواعية عن ثياب القبلية النتنة ولبسنا ثياب الوطنية والأخوة.  ودمتم سالمين