13 سبتمبر 2025

تسجيل

قصائد قيلت في السجون (4 - 4)

09 يوليو 2016

* كان كثير بن شهاب بن الحصين على ثغر الرَّي، ولاَّه إياه المغيرة بن شعبة إذ كان خليفة معاوية على الكوفة، وكان الشاعر عبدالله بن الحجاج معه فأغار الناس على الديلم، فأصاب عبدالله بن الحجاج رجلاً منهم، وأخذ سلبه فانتزعه منه كثير وأمر بضربه مائة سوط وحبس، فقال عبدالله بن الحجاج وهو في الحبس: سَأَتركُ ثَغْر الرَّيِّ ما دُمتَ والياًعليهِ لأَمرٍ غالَني وشَجانيفإنْ أَنا لم أُدرِك بِثأْري واتَّئدفلا تَدعُني للصيدِ من غَطَفانِتَمنَّيْتَني يا ابنَ الحصينِ سفاهَةًومالَكَ لي يا ابنَ الحصينِ يَدانِ* ومن الشعراء الذين ذاقوا مرارة السجن الشاعر "العرجي" واسمه عبدالله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان.. المتوفى عام "120 هـ - الموافق 738م"، وقد أدخل السجن بسبب قتله لأحد الرجال من الموالي.. وله قصائد جميلة قالها وهو مسجون منها:أُسائلُ عن وَجْنَاءَ في السِّجنِ جارَهالَعَمْرُ أَبيها إِنَّني لَمُكَلَّفُوأَنَّى لَكَ الوَجناءُ والسِّجنُ دُونَهاوَيُغْلَقُ دُوني ذُو أَواسٍ مَشَرَّفُوفي الرِّجلِ مني كَبْلُ قَينٍ يَؤُودُهاوَثيقٌ إذا ما جاءَهُ الخَطْوُ يَهتِفُكأَنَّ شَبَا مِسمارِهِ وهو ناجمٌشَبَا نابِ قَرمٍ يَضْرِبُ الشَّوْلَ يَصرِفُيَمَانِيَّةٌ هاجَتْ فؤادي وَوَكِّلَتْبها النَّفْسُ حتى دَمعُ عَيْنَيَّ يَذْرِفُ * ولبث الشاعر العرجي في السجن تسع سنين، حيث مات في سجنه.. ومن القصائد الشهيرة التي قالها في رحاب السجن هذه القصيدة التي منها:أَضَاعُوني وأَيَّ فَتًى أَضاعواليومِ كَريهةٍ وَسَدادِ ثَغْرِوَخَلَّوني لمعتَرَك المناياوقد شَرَعَتْ أَسِنَّتُها لِنَحريكأَنِّي لم أَكُنْ فيهم وَسيطاًولا لي نِسبَةٌ في آلِ عَمرِوأُجَرَّرُ في الجَوَامِعِ كُلَّ يومٍألا للهِ مَظْلَمَتي وَصَبْريعَسَى الملِكُ المجيبُ لمن دَعاهُيُنَجِّيي فَيَعلَمَ كيفَ شُكري وسلامتكم...