16 سبتمبر 2025
تسجيلبعد أيام يعود.. هكذا وعدنا منذ أن رحل عنا السنة الماضية. بعد أيام يعود.. وكلنا يسأل: أمشتاق لنا أم اننا أكثر شوقاً إليك؟! أيام ويقبل بعباءته المسدلة ليغمر قلوبنا بحب نحن أكثر حاجة إليه في زمن يفتقر للمحبين! أسأل نفسي: وهل مثلي يحسن ضيافته؟!..هل مثلي يجيد خدمة هذا الضيف نهاراً وليلاً حتى في نومي؟! ولأنه بات على مقربة أحببت أن أختبر صدق مشاعري معكم. قرأت انه في ماليزيا وأندونيسيا وبعض الدول الإسلامية تقام حالياً تجهيزات مهيبة لاستقبال شهر رمضان الكريم حيث تقوم المؤسسات والهيئات الدينية بتحضير جدول المحاضرات والدروس التي ستعقب الصلوات وأيام الجمع وكيف سيفطرون الصائمين الفقراء وسيجمعون الطعام وكيف ستدوي تراتيل القرآن الكريم الأزقة والحواري والشوارع وكيف سيقومون الليل بالصلاة والأذكار والعبادات والطاعات ومسابقة الأيام في ختم القرآن.. أما نحن.....!! نحن مازلنا نعيش لنأكل ونتكاثر ونلهو ونلعب... ومازلنا صغاراً لنفكر كيف تضيع أيامنا وكيف يأتي رمضان سريعاً ويرحل أسرع!.. وكثير منا يبحث اليوم في أجندة القنوات الفضائية عن مواعيد عرض المسلسلات الرمضانية التي للأسف تأخذ بألباب الكثيرين ممن يرون ان هذه المسلسلات هي فاكهة رمضان! والله مصيبة!.. ومالك يا فتاة؟!.. ليستعد من استعد وليتوانى من يريد.. فماذا يهمكِ؟!!.. نعم ماذا يهمني فيكم يا من تشاركونني ديني ولغتي؟!..ماذا يهمني في التزامكم وماذا سأستفيد من نصيحتي إن كانت مجرد كلام على ورق يقرأه البعض ويقلب الصفحة وكفى بمثل هؤلاء حديثي شاهداً؟!.. ولكني أعلم بنفسي وأعلم انني إنسانة غيورة في كل شيء.. فهل تسمحون لي أن أغار عليكم وتجربوا غيرتي قليلاً؟! أغار عليكم من التهاون ومن ضيف يأتي ويرحل ويشكو لله سوء ضيافتكم له.. وأغار عليكم من خاتمة لا يرضاها الله فيؤاخذني على عدم نصيحتي لنفسي ولكم!.. ومن أيام أولها رحمة وأوسطها مغفرة وآخرها عتق من النار.. أغار عليكم أن تقلبوا الآية فيصير رمضان أوله صداع ونهم وشبع وأوسطه مسلسلات وسهرات وآخره (شوبينج) للعيد!!..أخشى على نفسي وعليكم شكوى هذا العزيز إلى ربه فنغدو خاسرين بينما غيرنا سينتظر عطاياه بعد أن يرحل وكله أمل أن يزفه الله إلى الجنة مغفور الذنب هادئ البال!.. بربكم ألا تتقبلون غيرتي ولو قليلاً؟!. فاصلة أخيرة: في أمريكا والغرب يرتعدون من كلمة (استووا) التي تهز أركان الحرم المكي فتوحد صفوف الملايين من المصلين في أقل من دقيقة بينما نحن (تتر) مسلسل واحد يوحد ملايين العائلات أمام شاشة التلفاز!.. يا الله!.