قانون السفسفة

أقوال الأنبياء اعظم منارات الدنيا تجعلك لا تصطدم بمشاكل الدنيا الكبرى. روى الحاكم والطبراني عن سهل بن سعد الساعدي أنه سمع رسول الله يقول: "إن الله كريم يحب الكرم ويحب معالي الأمور ويكره سفسافها" والسفساف ضد معالي الأمور والمكارم، ومعناه لغة ما يطير من غبار الدقيق إذا نُخل والتراب إذا أثير وهو الرديء من كل شيء والامر الحقير، من الممكن أن نقول هذا قانون تطوير الذات ورفع الهمم، وربط الكرم بمعالي الأمور أن الكريم عادة يقدم أفضل ما لديه لضيوفه، هذا القانون يحذرنا من أفكارنا وأعمالنا أن تكون في دائرة السفاسف أو التوافه من الأمور، تأمل قول لقمان لابنه وهو يعمله عزائم الأمور "يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور"، روت عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا يزال قومٌ يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله عز وجل في النار" أعقل الناس من يتخير معالي الأمور في دينه ودنياه، بعض إعلامنا يساهم بسلبية كبيرة في تهاوي الهمم وتقاعس الشباب والشابات عن معالي الأمور، بعضهم غاية ما يريد مقابلة المطرب الفلاني أو حضور مباراة في كرة القدم بين ريال مدريد وبرشلونه،  يقول النبي صلى الله عليه  وسلم "ما أكل أحد طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده" الهمة العالية لداود عليه السلام وهو ملك قادر على توفير كل وسائل الراحة والدعة إلا أنه أبى أن يكون عالة على غيره من البشر، نريد هذه الهمة وهذا العلو من التفكير والعمل. رحم الله الشاعر  إذا ما كنت في أمر مروم     ******  فلا تقنع بما دون النجوم   يرى الجبناء أن العجز حزم  ******  وتلك خديعة الطبع اللئيم   فطعم الموت في شيء حقير  ******  كطعم الموت في شيء عظيم   اللهم أعوذ من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل  وأعوذ بك من الكفر والفقر وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال.