13 سبتمبر 2025

تسجيل

قطعٌ لصلة الرحم وليس للعلاقات الدبلوماسية

09 يونيو 2017

حرموا الأطفال من أمهاتهم وهم على قيد الحياةطردوا معتمرينا وأجبروهم على الانتظار ساعات طويلة قبل العودة للدوحةأرادوا (شل اقتصادنا وأسواقن) فوضع لهم القطريون تاريخ نهاية الصلاحية على منتجاتهمهذه الهجمات أظهرت لنا نماذج عديدة في الخسة وإنكار المعروف افتراءات وأكاذيب وتصرفات صبيانية وقرارات مراهقة وانزلاق أخلاقي ومهني هذا ما نعيشه حالياً في الوسط الإعلامي الخليجي وبالتحديد في الإعلام السعودي والإماراتي ... كنا نعتقد بأننا لن نقرأ أو نتابع هذه السقطات الأخلاقية إلا في إعلام السيسي والذي تعود على طرح البذاءات والأكاذيب والفبركات التي اعتدناها ... ولكن على ما يبدو فإن الإعلام السعودي والإماراتي والبحريني كانوا يذهبون إلى مصر (بخفية) لأخذ دورات مكثفة في التزوير والفبركات والتهجم على الدول والرموز والأعراض (الشوفات) . وبالرغم من فشلهم الذريع والذي كشفه العالم أجمع وبالرغم من الارتباك والهلع الذي وجدناه على وجه عادل الجبير وزير الخارجية السعودي أثناء المؤتمر الصحفي مع نظيره الألماني بعد فشل خطته التسويقية في تشويه قطر وشيطنتها إلا أن في القلب غصة ... هذا الحزن الذي نعيشه كما قلت ليس بسبب قطع العلاقات الدبلوماسية لأن ما حدث ليس مجرد قطع للعلاقات الدبلوماسية بناء على أسباب واهية وتمثيليات بسيناريوهات ضعيفة وتافهة لا يصدقها أي عاقل ...عندما أقول هذه ليست ( قطع العلاقات الدبلوماسية ) فأنا أعني ما أقول لأن الحزن كان أكبر من هذا القرار فحزن الشعوب الخليجية على نقطة هامة وجوهرية وهي قطع صلة الأرحام وهذا ما يتنافى مع شرع الله عز وجل ... لأن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية تبعه قرار غريب ومريب وهو منع القطريين من زيارة الدول الثلاث ومنع مواطني السعودية والإمارات والبحرين من التواجد في قطر للزيارة أو العمل أو حتى المرور وهذا يعني إبعاد الأم عن فلذات كبدها أو الزوجة عن زوجها وغيرها من صلة القرابة والرحم فكم من شخص لا يستطيع زيارة خالاته أو أخواله إذا حدث لهم مكروه وربما نشاهد في المستقبل حالات مأساوية لا يستطيع الأبناء فيها أن يشاركوا في جنازة والدتهم إذا توفاها الله وغيرها ... لقد تابعنا عبر الأيام الماضية العديد من الحالات المأساوية لأطفال حرموا (زوراً) من أمهاتهم وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي أمثلة كثيرة وعديدة أسأل الله أيا كانت جنسية هذا الطفل ووالده أن يصبرهم حتى يلتقي بوالدته مجدداً .... في أي دين؟ وأي ملة؟ وفي شرع من يُحرم الأبناء من والدتهم ؟ المشهد الآخر الذي لا يمت للعروبة ولا للدين ولا لكرم الضيافة المعروف عن أهل الخليج منذ القدم وأقصد هنا ما حدث لإخواننا وأخواتنا المعتمرين سواء من طردوا من مكة أو من تبهدلوا ساعات طويلة في مطار جدة وأرغموا على الذهاب على الطيران الكويتي أو العماني للكويت أو مسقط وبعدها العودة للدوحة بعدما تم منع الخطوط الجوية القطرية من الهبوط لمطار جدة لأخذ الركاب القطريين والعودة بهم للدوحة ... ولم تكتف السلطات الإماراتية بما حدث في جدة ... فلقد تم منع الطيران العماني من عبور الأجواء الإماراتية بعدما علموا بأن على متن هذه الطائرة الركاب القطريون العائدون من جدة في تصرفات ليست لها علاقة بالدين ولا بحرمة شهر رمضان ولا بالمكان الذي كان يتواجدون فيه هؤلاء المعتمرون (بيت الله الحرام بمكة المكرمة) ولا بالأخوة التي دائماً ما يتغنون بها حتى أصابنا الجنون وصدقناها ... ولم يكتف المسؤولون في هذه الدول بذلك بل قاموا بتسليط بعض الدول لقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر بعد تقديم بعض المغريات والرز البسمتي ومن المضحك أن هذه الدول أصبحت توجه النصائح لقطر بالمضي برفقة دول الخليج وهي لا تعلم أساسا لماذا قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.من المشاهد الجميلة والتي تحولت على أصحاب (قرارات الفجر) مشهد إغلاق الحدود البرية حيث توقع أصحاب هذا القرار أن الإغلاق سيتسبب في شل الحركة الاقتصادية وأن الإنشاءات ستتوقف والأسواق ستنهار وأن السكان سيموتون جوعاً بعد غياب منتجاتهم الغذائية ولم يعلموا أن منتجاتهم ستجد التجاهل من القطريين والمقيمين ولم يفكروا بأن قطر غنية بمنتجاتها الوطنية التي كانت بحاجة لفرصة لتسليط الضوء عليها وهذه الفرصة جاءت على طبق من ذهب ولم يعلموا بأن الخاسر الوحيد هي الدول الثلاث ومنتجاتها التي أصبحت كالبضاعة الفاسدة لا يقبل عليها أحد أو يطلب شراءها بالرغم من أن بعضها مازال موجوداً ولكن القطريين كتبوا نهاية صلاحيتها بأيديهم ( لينقلب السحر على الساحر )هذه بعض المشاهد التي عشناها خلال الأيام القليلة الماضية في شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والمغفرة.ولكن بالرغم من استغرابنا لهذه المشاهد التي ذكرتها أعلاه والتي تابعناها بأسف بالغ فإننا في قطر على يقين تام بأن هذه الهجمة اللاأخلاقية التي شنت على رموزنا وبلادنا زادت من قوتنا وصلابتنا وأصبحنا أكثر إيمانا وثقة بمواقفنا وبالقرارات التي ستتخذها قيادتنا الرشيدة فهذه الهجمة زادت من تلاحم أبناء هذا البلد والالتفاف حول أميرنا وحكومتنا الرشيدة ..هذه الهجمة اللاإنسانية جعلتنا نفكر كثيراً بأن علينا الاعتماد على أنفسنا في المستقبل في جميع أمور حياتنا .. علينا خلق أجيال عديدة وفي مختلف القطاعات ليخدموا هذا البلد وعدم الاعتماد على العمالة الوافدة .. علينا اختيار ضيوف هذا البلد من مطربين أو مثقفين أو رياضيين أو سياسيين أو إعلاميين بعناية بالغة بعدما وجدنا خسة ودناءة العديد من الذين أكرمناهم على أرضنا وللأسف بعد هذا الموقف أصبحوا ألد الأعداء لنا ... إنني واثق كالقطريين بأن الرابح الأكبر في هذه الأزمة أو الهجمة اللاأخلاقية هي قطر وشعبها ...قبل النهاية ...اللهم إني استودعتك قطر، أرضها ... شمالها وجنوبها .. شرقها وغربها ... وسماءها .. اللهم احفظها بعينك التي لا تنام .. اللهم من أراد بنا الخير فوفقه للخير ومن أراد بنا السوء فاشغله في نفسه ورد كيده في نحره واجعل دائرة السوء عليه ...