23 نوفمبر 2025

تسجيل

ترك الجدال

09 يونيو 2016

من رفعة الخلق ألكريم أنَّه صلى الله عليه وسلم بشّرَ صاحب الخلق الكريم بإدراك وبلوغ درجة الصائم القائم . فقال ( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) رواه أبوداود . وتكفل وضمن بيتاً في أعلى الجنة لمن حسنت أخلاقه يقول عليه الصلاة والسلام : أنا زعيمٌ - ضامن - ببيتٍ في رَبَضِ الجنة ( حولها) لمن ترك المراءَ ،وإن كان مُحِقاً ، وببيتٍ في وسط الجنة لمن ترك الكذب ، وإن كان مازحاً ، وببيتٍ في أعلى الجنة لمن حَسُنَ خلقه ) . رواه أبوداود بإسناد صحيح وقال عليه الصلاة والسلام : اتق الله حيثما كنت ،وأتبع السيئة الحسنة تمحها ،وخالق الناس بخلق حسن. من أجل أن تعيش مع الناس محبوباً مقدراً محترماً متقرباً بذلك قبل كل شيء إلى الله -جل وعلا-، خالق الناس بخلق حسن . رواه الترمذي، وقال: حديث حسن" أما الصحابة رضوان الله عليهم فقد رأوْا الأخلاق الكريمة ماثلةً أمامهم في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم . تقول عائشة رضى الله عنها : كان خلقه القرآن . ويقول أنس : كان رسول الله أحسن الناس خلقاً .رواه البخاري ومسلم . ويقول ابن عمر رضى الله عنهما : لم يكن رسول الله فاحشاً ولا متفحشاً . وكان يقول : إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً . رواه البخاري ومسلم . بال الأعرابي في المسجد فلم يغضب عليه ولم يؤنبه ولم يزجره بل منع الصحابة من الاعتداء عليه قائلا لهم ( دعوه لا تزرموه ) وأمرهم بغسل بوله ، ثم دعاه فعلمه ونصحه وأرشده ، قائلاً له ( إن هذا المكان لا يصلح إلا للصلاة والذكر وقراءة القرآن ولا يصلح لمثل هذا القذر . فتعجب الأعرابي من هذه السماحة والمعاملة وهذا اللطف وهذا التأدب مع الخطأ الجسيم الَذِي ارتكبه ، فلم يتمالك نفسه حتى توجه لربه داعياً ( اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً .