17 سبتمبر 2025

تسجيل

إن الله كتب الإحسان على كل شيء

09 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عن أبي يعلي شداد بن أوس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته». رواه مسلم.لفظ "الكتابة" يقتضي الوجوب عند أكثر الفقهاء والأصوليين. كما قال تعالى {كتب عليكم الصيام}، {كتب عليكم القتال}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم في قيام شهر رمضان: «إني خشيت أن يكتب عليكم».وحينئذ فهذا الحديث نص في وجوب الإحسان، وقد أمر الله تعالى به، فقال: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}. وقال: {أحسنوا إن الله يحب المحسنين}.والإحسان تارة يكون للوجوب كالإحسان إلى الوالدين والأرحام والإحسان إلى الضيف. وتارة يكون للندب كصدقة التطوع ونحوها.كيفية الإحسان: الإحسان في الإتيان بالواجبات: الإتيان بها على وجه كمالها. والإحسان في ترك الحرمات: الانتهاء عنها، وترك ظاهرها وباطنها. والإحسان في الصبر على المقدورات، بالصبر عليها من غير تسخط ولا جزع.والإحسان في قتل ما يجوز قتله من الناس والدواب: إزهاق نفسه على أسرع الوجوه وأسهلها من غير زيادة في التعذيب، فإنه إيلام لا حاجة إليه.«إذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة» أي: أحسنوا هيئة الذبح، وهيئة القتل وهذا يدل على وجوب ذلك على أسهل الوجوه.وقد حكى ابن حزم الإجماع على وجوب الإحسان في الذبيحة.«وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية تغزوا في سبيل الله قال لهم: لا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا». وعنه صلى الله عليه وسلم قال: «أعف الناس قتلة أهل الإيمان».وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن التحريق بالنار: "إن النار لا يعذب بها إلا الله". وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تعذبوا بعذاب الله عز وجل». وأكثر العلماء على كراهة التحريق بالنار حتى للهوام.وكذلك ما جاء في شأن البهائم التي تذبح من أجل الأكل، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق بها.وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تحبس البهيمة ثم تضرب بالنبل ونحوه حتى تموت، ففي " الصحيحين " عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم «نهى أن تصبر البهائم».وقال صلى الله عليه وسلم: إذا ذبح أحدكم فليجهز» يعني: فليسرع الذبح.وقد خرج الطبراني من حديث ابن عباس قال: «مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل واضع رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته وهي تلحظ إليه ببصرها، فقال: أفلا قبل هذا؟ تريد أن تميتها موتات؟»وقال الإمام أحمد: تقاد إلى الذبح قودا رفيقا، وتوارى السكين عنها.وروى عبد الرزاق عن ابن سيرين أن عمر رأى رجلا يسحب شاة برجلها ليذبحها، فقال له: ويلك قدها إلى الموت قودا جميلا.حديث العرنيين:في " الصحيحين " من حديث أنس: «أن أناسا من عرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فاجتووها، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة، فتشربوا من ألبانها وأبوالها، فافعلوا ففعلوا فصحوا، ثم مالوا على الرعاء، فقتلوهم، وارتدوا عن الإسلام، وساقوا ذود رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم. فبعث في أثرهم، فأتي بهم، فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم، وتركهم في الحرة حتى ماتوا».قال العلماء في وجه عقوبة هؤلاء: من أخذ المال وقتل، قُطع وقُتل، فيقتل لقتله ويقطع لأخذه المال يده ورجله من خلاف. وإنما سمل أعينهم، لأنهم سملوا أعين الرعاة. وقد ذكر الزهري أنهم قتلوا الراعي، ومثلوا به.