17 سبتمبر 2025
تسجيلبحكم عملي مع الأطفال في مختلف مراحلهم التعليمية لسنوات طويلة بدت لى ملاحظة تبدو مهمة وهي زيادة التوتر والانفعالات لدى الجيل الحالي من الأطفال بمعدلات تكاد تكون أكثر عن الأ جيال السابقة لذا تبدو ملحوظة وملموسة لنا والحق أن ذلك ليس في بلدنا فحسب وانما هي معدلات عالمية، حيث تؤكد الدراسات انه هناك بعض الأمراض مثل اضطرابات الغدة الدرقية وما يصاحبها من تغيرات في معدلات بعض العناصر الكيميائية كالكورتيزون والأنسولين، ومعدلات الغدة نفسها لها علاقات مباشرة بعصبية الطفل. كذلك ثبت أن القلق والكآبة من أهم أسباب العصبية عند الأطفال، وذلك محاولة من الطفل لجذب الانتباه إليه، لانتشاله من حالة القلق والكآبة اللتين يعاني منهما، وتعرض الأطفال لانفعالات يومية، كغيرهم من الأشخاص الكبار، ليحاولوا التعبير عنها ببعض التصرفات غير المنضبطة، والمتهورة، التي تدفع الآباء للصراخ، والغضب منهم، مما يزيد من شعور الإحباط لدى الأبناء، الأمر الذي يضطر الآباء لرد فعل عنيف وقاس ربما يسهم في زيادة انفعالات الأبناء. واذا جاز لنا أن نلخص تلك الأسباب بطريقة علمية فهناك أسباب بيولوجية: مرتبطة بمرحلة ما قبل الولادة، منها (سوء التغذية، الأدوية والعقاقير، الأمراض التي يمكن أن تتعرض لها الأم في فترة الحمل. أسباب بيئية: مرتبطة بمرحلة ما بعد الولادة، وتقسم إلى أسباب أسرية، مدرسية، اجتماعية منها (علاقة الطفل بالوالدين، الإهمال أو التدليل المفرط، التربية المتشددة أو الفوضوية، المشاكل المادية، المشاكل الاجتماعية، طرق التدريس المتبعة، طبيعة التركيز، النتائج المدرسية). والحق أقول ان الآباء ربما يكونون ايضا مسوؤلين بشكل كبير في زيادة عصبية وغضب الأطفال بأن يلبوا لهم كل ما يطلبونه ويصبحون أسرى لانفعال الصغار خوف من علو صوتهم أو بكائهم وصراخهم. والتربويون لديهم عدة نقاط تحد تماما من غضب الأطفال الخصها في ما يلي وهي موجهة للآباء بصفة خاصة ولمعلمي المدارس في كافة المراحل حين يواجهون بغضب طفل مبالغ فيه * كن هادئا... ولا تغضب.. وإذا كنت في مكان عام لا تخجل.. وتذكر أن كل الناس عندهم أطفال وقد تحدث لهم مثل هذه الأمور. * ركز على الرسالة التي تحاول أن توصلها الى طفلك، وهي أن صراخك لا يثير أي اهتمام أو غضب بالنسبة لي ولن تحصل على طلبك. * تذكر ألا تغضب ولا تدخل في حوار مع طفلك حول موضوع صراخه مهما كان حتى ولو بادرك بالأسئلة. * تجاهل الصراخ بصورة تامة، وحاول أن تريه انك متشاغل في شيء آخر.. وانك لا تسمعه لو قمت بالصراخ في وجهه أنت بذلك اعطيته اهتماما لتصرفه ذلك ولو أعطيته ما يريد تعلم أن كل ما عليه فعله هو إعادة التصرف السابق. * اذا توقف الطفل عن الصراخ وهدأ.. اغتنم الفرصة واعطه اهتمامك واظهر له انك سعيدا جدا لأنه لا يصرخ.. واشرح له كيف يجب أن يتصرف ليحصل على ما يريد مثلا أن ياكل غذاءه أولا ثم الحلوى أو أن السبب الذي منعك من عدم تحقبق طلبه هو أن ما يطلبه خطير لا يصح للأطفال. وأخيرا: تذكر... نقطة مهمة انه من المفترض دائما أن مرة واحدة فقط كافية ليتعلم الطفل انه اذا صرخ وبكي واعطى ما يريد عاود التصرف ذاك مرة أخرى. إننى لا ادعو للعنف مع الأطفال ولكن أدعو الى تربية سليمة حتى يخرج أولادنا أكثر قدرة على التعلم والتحمل والوعي الكامل لما يدور حولهم وأخذ الحياة مأخذ جد واجتهاد اللهم نسألك الهداية والصلاح لأبنائنا جميعا وسلامتكم.