10 نوفمبر 2025
تسجيلحينما ندعو في الداخل والخارج إلى نبذ الجهل والأمية فإننا في الوقت نفسه لا ندعو إلى كبيرة من الكبائر لا سمح الله لاسيما وإن ما ندعو له يقع على عاتق الجهات المسئولة عن تعليم كلّّ مَن يعيش على أرض قطر ويشكل فرداً من ضمن سكانها ولذا حق لكثير من أولياء أمور الطلاب أن (يفاجئهم) المجلس الأعلى للتعليم بقرارات حازمة (تضبط) العملية التعليمية في المدارس المستقلة والمدارس الخاصة التي أصبحت (نهبة) لجيوب أولياء الأمور المنهكين حقيقة من الغلاء الذي بات الشبح الملاصق لهم في توأمة قسرية، فالرسوم المدرسية التي زادت وارتفعت وسط تواضع المستوى التعليمي للمدرسات اللائي لا نعلم الآلية التي أصبحن بفضلها معلمات لأطفالنا الذين لا حول لهم ولا قوة في تقبّل واستقبال وجوههن وسماع ألفاظ نابية لا يمكن بأية حال من الأحوال أن تصدر من (مربيات) إن صح عليهن هذا الوصف النبيل!.. فقد كنا بحاجة لتعميم الصورة التي اعتمدها المجلس الأعلى للتعليم للسنة الدراسية الجديدة للوقوف على ما هو علينا وما يمكن أن يحتسب لنا فبعد سماع شكاوى كثيرة حول المبالغة الكبيرة في احتساب الرسوم المدرسية للطالب الواحد والتي يمكن أن تتجاوز سقف الـ (10،000) ريال، آن لهؤلاء أن يستصرخوا (الأعلى) في وضع حلول سريعة عند رغبتهم في تعليم أكثر من طفل لهم بالمدرسة.. من أين؟!..أسألكم من أين؟!..كم عشرة آلاف في الراتب ليتم تقسيطها لطفل واحد وكم عشرات الآلاف يمكن أن يتم تقسيطها هي الأخرى لأطفال أخوة كلهم شوق ولهفة للتعليم وإجابة لدعوة الله عز وجل في أولى كلماته الكريمة التي أنزلها على رسوله المصطفى عليه الصلاة والسلام حينما ابتدره على لسان جبريل قائلاً (اقرأ) فأين هي القراءة والكتابة إن كانت هناك مدارس (جشعة) مثل المدارس الخاصة في قطر؟!!.. أين كلمة (اقرأ) وسط هذا الغلاء الفاحش الذي لا يرحم مواطناً ولا مقيماً إلا وأفلسه قبل أن ينتهي الشهر الذي يعده الكثيرون سنة خصوصاً من ذوي الدخل المحدود؟!.. أين كلمة (اقرأ) إن كانت بعض هذه المدارس تفكّر من أين (تنهب) الطالب بما يمكن أن يعزّز غلو الرسوم المدرسية وذلك بطلب تصوير ملازم يمكن أن يصل سعر الملزمة إلى أكثر من عشرة ريالات رغم رخص تصويرها بالمكتبات الخارجية بالإضافة إلى مطالبة التلاميذ بتجليد أدراجهم غير المؤهلة أساساً لاستقبال السنة الدراسية والاهتراء التي تبدو عليه الأدوات المدرسية في مثل هذه المدارس الغائبة فعلياً من دائرة الاهتمام من الجهات المختصّة بالتعليم الخاص؟!.. وصدقوني أنا أقول هذا الكلام عن ثقة ورؤية وكثير منكم من يهز رأسه موافقاً لي إن لم يكون قد سبقني إليه وأنا واثقة من هذا!.. فبالله عليكم هل يمكن أن نكون في بلد يدعو العالم المتخلّف لمحو الأمية وتعليم أبنائه ويدفع لأجل هذه الرسالة السامية في مضمونها وهدفها مليارات من الدولارات أن يشتكي أهله من المقيمين العرب الذين يساهمون بشكل من الأشكال في خدمة مجتمعنا العزيز والنهوض به كلّ في مجاله من ضيق اليد وانعدام الحيلة في تدريس أبنائهم واللجوء إلى المفاضلة بين الأخ وأخته في (أحقية) أحدهما في دخول المدرسة رغم (حقهما المشترك) في النهل من بحر التعليم بدون عوائق أو إشكاليات مفتعلة من صُنـَّاع القرار لدينا؟!!.. وطبعاً كلّ ذلك يأتي من سمعتنا سواء داخلياً أو خارجياً كدولة متقدّمة في التعليم وإبراز صورتها الحديثة في وجود جامعات عالمية على أرضها ومؤسسات تربوية قديرة بحمل التعليم ولواحقه ولذا من حق كلّ مَن يعيش على أرض قطر المعطاءة التي لا يجوز اتهامها بالبخل والتفرقة أن يدرس أبناؤه في المدارس دون أن تكون عدم المقدرة العائق الذي يمنع كلّ أب وكلّ أم من تعليم فلذات أكبادهم وإلحاقهم بأقرانهم في المسيرة التعليمية ويجب ألا ننسى أننا أمة اقرأ وقد كنا في يوم من الأيام معلمي هذا العالم من مشرقه لمغربه وماتزال تخصصاتنا العلمية مناهل للتقدّم الأوربي الذي نراه اليوم.. من حق الجميع أن يتعلّم ومن حق المجلس الأعلى للتعليم أن ينظر للقضية بعين المسئولية التي تثبت أهمية الهدف الذي أنشئ من أجله وبعين أخرى تشفق على مثل هؤلاء الذين يرون من عجزهم عقاباً لا مبرّر له لأطفالهم الذي يمكن لطفل منهم أن يسأل لماذا لا أتعلم بينما تهيئون أخي للتعليم؟!.. ضعوا أنفسكم في محل إجابة وسترون أن الإجابة على الرغم من سهولتها ستعجزون عن الإتيان بها ولا عذر لكم ما دمتم تحملون ورضيتم بمسئولية تعليم نشء للأسف يبدو جاهلاً أمام المال.. صدقوني!. فاصلة أخيرة: ((اقرأ بسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم)).!