15 سبتمبر 2025

تسجيل

الخاسر الأكبر

09 يونيو 2011

تظل الصحافة منبرا حرا للتطرق لقضايا المجتمع بواقعية متزنة ونقد بناء لكل ما يشغل بال من يعيش على أرضه من قضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية وتربوية. والناظر بعين فاحصة متفحصة للرحى الدائرة حاليا بين أورقة الصحافة من نقد للتعليم والمنظومة التعليمية يرى بعين بصيرة أن الشد والجذب الحاصل أصبح الضحية الأكبر والخاسر الأعظم فيه المجتمع وأبناؤه. ولنحلل هذا الهجوم والدفاع لابد أن ننظر للأسباب الرئيسية التي أدت لذلك ولعلنا نلخصها في: - عدم وجود وسيلة اتصال فاعلة بين كثير من المسؤولين التربويين ووسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية - فتح باب الاجتهاد لأشخاص هم في الأساس بعيدون كل البعد عن المسؤولية التعليمية للتحدث بدفاع مستميت عن السياسات أو هجوم لاذع عليها وعلى المنظومة التعليمية. - عدم وضوح خطة استراتيجية للعمل المشترك الذي يجب أن يكون بين المجلس الأعلى للتعليم ووسائل الإعلام ونحن هنا لا نلوم أيا من الطرفين. - التعصب للرأي وإن كان خاطئا والدفاع عنه وإن كان مخالفا للحقيقة هو الديدن والشغل الشاغل والردود أو الهجوم على حد سواء يفتقر لبعض الدلائل المنطقية والشواهد الثبوتية. ونحن هنا يجب أن ننبه إلى نقطة جوهرية مهمة وهي أنه يجب أن تكون هناك لقاءات متكررة بين المسؤولين في المجلس الأعلى للتعليم والمسؤولين في الإعلام لتوضيح الهدف المشترك وتبيان أننا جميعا في مركب واحد نسعى فيه للرسو على بر الأمان بجيل نسعى ونهدف منه إلى الرقي به إلى القمة ولا غيرها، فمثل هذا الغياب وعدم استقاء الصحافة للمعلومة الحقيقية من مصادرها الرسمية أدى إلى اختلاق كثير من الإشاعات التي أضرت ولم تنفع كما أن نفرة البعض من إمداد وسائل الإعلام بالمعلومة الصحيحة أدى إلى اجتهادات صحفية خاطئة في نظر أولئك المسؤولين التربويين. كما يجب أن تعطى دورات إعلامية متكررة للعاملين بمكتب الاتصال والإعلام لكيفية التعاون والتعامل مع وسائل الإعلام ولا يكتفى بأن يكون أولئك الإخوة والأخوات - الذين وبشهادة حق يبذلون جهودا كبيرة - ذوي خبرة تربوية تدريسية فقط بل يجب أن يكونوا ممن مارسوا العمل الإعلامي وأصوله الدبلوماسية وتعطى لهم دورات مكثفة في الإعلام والعلاقات العامة ليستطيعوا التعامل مع تساؤلات الصحافة ووسائل الإعلام المتكررة وقضايا التعليم الشائكة وإن لم يستطيعوا فليحيلوا تلك التساؤلات لأهل الاختصاص فيها. كما نرى أنه يتعين أن يكون مكتب الاتصال والإعلام في المجلس الأعلى للتعليم لاعبا دورا أساسيا في كونه وسيطا بين المسؤول ووسائل الإعلام وأن يقنعه بالظهور والتحدث لوسائل الإعلام حين تستدعي الحاجة ظهورهم لا أن يتنكفوا بعيدا وينأوا بأنفسهم فيقع ولي الأمر والمجتمع في حيص بيص. إن الحاجة باتت الآن ملحة لوضع الأيدي مع بعضها البعض للنهوض بتعليمنا إلى القمة التي تطمح لها قيادتنا السياسية ونرجوها كتربويين وأفراد في مجتمع مثالي ولله الحمد يستمد قوته من شريعته الغراء واقتصاده المتين وثروته البشرية الرائعة، ويبقى تخريج جيل يرفد هذه القوة ويعززها وينهض بها. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل [email protected]