29 أكتوبر 2025
تسجيلصلاة القيام أو التراويح من الصلوات التي يتميزُ بها شهرُ رمضان المبارك عن غيرِه من شهور السنة لأن هذا الشهر الكريم فيه هبات ومِنَح عظيمة من الله تعالى للمسلمين، ففيه نزل القرآن من عند الله، وفيه تُضاعف الأجور على الأعمال،ومنحة ليلة القدر أعظم الهبات؛ لذلك كل عام ينتظر المسلمون هذا الشهر بشوق ولهفة. وفيه تُغْلَقُ أبوابُ النارِ، وتُصْفَدُ الشياطين، لذلك يحرص المسلم على عمل الكثير من الطاعات ما فيه مرضاة لله عز وجل. وصلاة التراويح لها روحانيات إيمانية عظيمة فما إن يُقبل علينا رمضان ويرتفع صوت المساجد بالقرآن حتى يشعر المسلم بصفاء نفسه وخفة روحه والتعلق بالمساجد، فالصيام يهذبنا نهارا وتروي أرواحَنا صلاةُ القيام ليلًا بكل ما يُصلِح أنفسنا المتعبة من الهموم طوال العام. واسم صلاة التراويح مشتق من الترويح عن النفس واستعادة النشاط، كونها تصلي إحدى عشرة ركعة بعد صلاة العشاء. وقيل: إنَّ اسمها مشتق من الترويح بين أداء ركعاتها، إذ يستريح الإمام والمصلون فيتدارسون في أمور دينهم ودنياهم، وتُلقَى عليهم بعض الدروس المهمة التي تحمل كثيرًا من الحِكَم والمواعظ، أو يذكرون الله في حلقات ذكر ما بين تسبيح وتهليل وحمد وصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم. وصلاة القيام في رمضان سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُرغِّبُ في قيامِ رمضانَ من غيرِ أن يأمرَهم فيه بعزيمةٍ. فيقول: ((من قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِه)) [صحيح مسلم]. فهذا الحث والترغيب من رسولنا الكريم لما يعلمه صلى الله عليه وسلم من الفضل العظيم لصلاة القيام فهي عبادة تُقرِّب العبد من ربه وترفع منزلته وتهذب نفسه وتدربه على القيام سائرَ العام. فصلاة القيام تبعث النور والضياء في وجه المداوِم عليها. تشفع لصاحبها يوم القيامة فتسد وتجبر أي نقص أو زلل في الصلوات المفروضة وفضلها في الجماعة لا يمكن لمسلم تركه. فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ)) [رواه الترمذي]. وتعد سببًا من أسباب محبة الله للعبد لأنها من النوافل التييؤديها المسلم قُربةً لربه لينال محبته، فإن أحبه حفظه من شرور الدنيا وشرور نفسه، فلا يذهب إلى حرام، ولا ينظر إلى حرام، ولا يعمل حرامًا، وإن سأل اللهَ من خيري الدنيا والآخرة يعطيه، وإن استعاذه من شرٍّ يُعيذه. وصلاة القيام غفران الذنوب والتجاوز عن صغائر الأمور، فيجب علينا جميعًا الحرص على صلاة القيام والتلذذ بعبادات وطاعات رمضان. اللهم أعِنَّا على صيامه وقيامه، وتقبل اللهم طاعتنا واعف عنا يا كريم.