17 سبتمبر 2025
تسجيل* فن المعارضات، فن قديم عرفه الشعراء منذ القدم، وإن من أشهر شعراء المعارضات في الشعر الحديث، محمود سامي البارودي وأحمد شوقي، وسوف نقف عند معارضات البارودي نتأمل بها، إن البارودي عارض الكثير من الشعراء في أشهر قصائدهم، ومنهم الشريف الرضي الذي قال في قصيدته الشهيرة: لغير العُلا منّي القِلَى والتجنُّبُولولا العُلا ما كُنتُ في الحبِّ أَرْغَبُإذا الله لم يُعذركَ فيما ترومهفما الناسُ إلاّ عاذلٌ ومَؤنِّبُملكتُ بحلمي فرصةً ما استرقَّهامن الدهر مفتولُ الذراعينِ أَغْلَبُفإنْ تكُ سنِّي ما تطاولَ باعُهافلي من وراء المجدِ قلبٌ مُدرَّبُفَحسْبي أنّي في الأَعادي مُبغَّضٌوأَنِّي إلى غُرِّ المعالي مُحَبّبُوللحلم أوقاتٌ، وللجهل مثلهاولكنّ أوقاتي إلى الحلم أقربُيصولُ عليّ الجاهلون وأعتليويُعْجِمُ فيّ القائلون وأُعْرِبُيَرَوْن احتمالي غصّة ويزيدهملواعِجَ ضِغن ٍ أنّني لستُ أغضبُ * فجاء البارودي وعارض هذه القصيدة بقصيدة طويلة وصلت إلى "52 بيتاً اخترنا منها "، حيث قال::سِوَايَ بِتَحْنَانِ الأَغَارِيدِ يَطْرَبُوَغَيْرِيَ بِاللَّذَّاتِ يَلْهُو وَيُعْجَبُوَما أَنَا مِمَّنْ تَأْسِرُ الْخَمْرُ لُبَّهُوَيَمْلِكُ سَمْعَيْهِ الْيَرَاعُ الْمُثَقَّبُوَلَكِنْ أَخُو هَمٍّ إِذا ما تَرَجَّحَتْبِهِ سَوْرَةٌ نحَوْ َالْعُلاَ رَاحَ يَدْأَبُنَفَى النَّوْمَ عَنْ عَيْنَيْه نَفْسٌ أَبِيَّةٌلَها بينَ أَطْرافِ الأَسِنَّة مَطْلَبُبَعِيدُ مَناطِ الْهَمِّ فَالغَرْبُ مَشْرِقٌإِذَا مَا رَمَى عَيْنَيْهِ والشَّرْقُ مَغْرِبُلَهُ غُدُواتٌ يَتْبَعُ الْوَحْشُ ظِلَّهاوَتَغْدُو عَلى آثارِها الطَّيْرُ تَنْعَبُهَمَامَةُ نَفْسٍ أَصْغَرَتْ كُلَّ مَأْرَبٍفَكَلَّفَتِ الأَيَّامَ ما لَيْسَ يُوهَبُوَمَنْ تَكُنِ العَلْياءُ هِمَّةَ نَفْسِـهِفَـكُلُّ الَّذِي يَلْقَاهُ فيها مُحَبَّبُإِذا أَنا لَم أُعْطِ الْمَكارِمَ حَقَّهافَلا عَزَّنِي خالٌ وَلا ضَمَّنِي أَبُوَلا حَمَلَتْ دِرْعِي كُمَيْتٌ طِمِرَّةٌوَلا دارَ في كَفِّي سِنانٌ مُذَرَّبُخُلِقْتُ عَيُوفاً، لا أَرَى لابْنِ حُرَّةٍلَدَيَّ يَداً أُغْضِي لَها حِينَ يَغْضَبُفَلَسْتُ لأَمْرٍ لَمْ يَكُنْ مُتَوَقّعاًوَلَسْتُ عَلى شَيءٍ مَضَى أَتَعَتَّبُأَسِيرُ عَلَى نَهْجٍ يَرَى النَّاسُ غَيْرَهُ ِلكُلِّ امْرِئٍ فيما يُحاوِلُ مَذْهَبُوَإِنِّي إِذا ما الشَكُّ أَظْلَمَ لَيْلُهُوَأَمْسَتْ بِهِ الأَحْلامُ حَيْرَى تَشَعَّبُصَدَعْتُ حِفافَيْ طُرَّتَيْهِ بِكَوكَبٍمِنَ الرَّأْي لا يَخْفَى عَلَيْهِ الْمُغيَّبُوَبَحْرٍ مِنَ الْهَيجَاءِ خُضْتُ عُبابَهُوَلا عاصِمٌ إِلَّا الصَّفِيحُ المُشَطَّبُتَظَلُّ بِهِ حُمْرُ المَنَايا وَسُودُهاحَواسِرَ في أَلْوَانِهَا تَتَقَلَّبُتَوَسَّطْتُهُ وَالْخَيْلُ بِالْخَيْلِ تَلْتَقِيوَبِيضُ الظُّبَا في الْهَامِ تَبْدُو وَتَغْرُبُفَما زِلْتُ حتَّى بَيَّنَ الْكَرُّ مَوْقِفِيلَدَى ساعَةٍ فيها الْعُقُولُ تَغَيَّبُلَدُنْ غُدْوَةٍ حَتَّى أَتَى الليلُ وَالْتَقَىعَلَى غَيْهَبٍ مِنْ ساطِعِ النَّقْعِ غَيْهَبُكَذَلِكَ دَأْبِي في الْمِراسِ وَإِنَّنِيلأَمْرَحُ في غَيِّ التَّصابِي وأَلْعَبُوفِتْيَان لَهْوٍ قَدْ دَعَوْتُ ولِلْكَرَى وسلامتكم...