19 أكتوبر 2025
تسجيلكوكبنا الحي الرائع.. وطننا الكبير الذي احتضننا وغيرنا من الكائنات الحية.. وبذل لنا من خيراته الكثير، يئن اليوم ويشتكي من الضرر الذي أحدثه الإنسان وأخل بالتوازن الدقيق لهذا الكوكب الفريد. سوء استخدام موارد الأرض والتلوث والدمار الذي ضرب كوكبنا الرائع في غلافة الجوي وفي مياهه وفي تربته وأعماقه، جعل من غضب الطبيعة أمراً محتماً، فالأعاصير والفيضانات وذوبان الثلوج في القطبين وارتفاع منسوب مياه البحار وارتفاع درجات الحرارة لمعدلات غير مسبوقة وموجات الجفاف والإنجرافات الأرضية وزيادة نسب الغازات السامة في الغلاف الجوي وحتى الزلازل؛ كلها باتت تشكل تهديداً للحياة في الأرض.هذا الواقع المؤلم الذي لا خلاص منه كما يقول العلماء إلا بتحول العالم كله للاقتصاد الأخضر الذي يعني الاقتصاد الذي يقل فيه انبعاث الكربون وتزداد فيه كفاءة استخدام الموارد. ويتأتى ذلك بالاستخدام الكامل لمصادر الطاقة النظيفة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وهذا يعني اعتماد المصانع ومحطات توليد الطاقة ووسائل النقل على الطاقة النظيفة.. ويعني أيضاً إعادة التدوير للمخلفات غير القابلة للتحلل مثل الزجاج والبلاستيك والمنتجات المعدنية، وإدارة المياه بطريقة تقلل من الهدر في استخدامها على مستوى دولي، كما يعني كذلك المحافظة على الغابات وزراعة الملايين من الأشجار حول العالم لمنع إنجراف التربة والمساهمة في إنتاج الأوكسجين والتقليل من ثاني أوكسيد الكربون والملوثات الأخرى. وعن هذا الخطر قال البروفيسور أوثمار ايدنهوفر، بروفيسور اقتصاد التغير المناخي في معهد برلين للتكنولوجيا، والرئيس المشارك لمجموعة العمل التابعة للهيئة الحكومية الدولية "نحن لا نستطيع تحمل إضاعة عقد آخر دون التحرك لمعالجة هذا الوضع المأساوي ).وقد أظهرت أبحاث بروفيسور الهندسة في جامعة ستانفورد مارك جاكوبسون والباحث في الاقتصاد والبيئة بجامعة كاليفورنيا مارك ديلوتشي أن بإمكان البشرية أن تتحول إلى نظام طاقة يعتمد كلياً على مصادر متجددة بحلول عام 2030 إذا اعتمدت دول العالم على تكنولوجيات علمية دقيقة.ومن هنا تبنت قيادتنا الرشيدة في قطر التي تشهد ثورة عمرانية كبرى غير مسبوقة، التحول التدريجي نحو الاقتصاد الأخضر حيث من المخطط أن يكون مونديال قطر 2022 أول مونديال في العالم يساوي صافي انبعاثات الكربون منه صفر، حيث سيتم استخدام الطاقة الشمسية في تبريد الملاعب.وكذلك تبنت القيادة الحكيمة في قطر مشروع الاستثمار في إنتاج الطاقة الشمسية والاعتماد عليها مستقبلاً لتكون مصدر توليد الطاقة الكهربائية في قطر، بل وتصدير هذه الطاقة المتجددة والنظيفة لدول أخرى مما يضمن بدوره عائداً مالياً لقطر ويمثل أحد مصادر التنوع في الدخل، على الرغم من ان دولة قطر دولة مصدرة للبترول والغاز الطبيعي ورغم إن مصالحها الاقتصادية مرتبطة بهذا المورد الحيوي، إلا إن إحساس قيادتها العالي بالمسؤولية تجاه قضايا عالمية وإنسانية كبرى، ومنها قضايا التغير المناخي والبيئة ومستقبل كوكب الأرض، وراء تبنيها لقرار مصيري ومهم كهذا..