16 سبتمبر 2025

تسجيل

بوادر ضعف أسعار النفط الخام في الميزان

09 أبريل 2014

بدأ تأثير تعافي إنتاج النفط الخام في السوق والذي يتزامن مع بداية موسم الصيانة للمصافي في أسواق الشرق، وتهميش تأثير للعوامل الجيوسياسية في الوقت الحالي والذي ينبع من الانطباع العام في السوق من أن تأثير التصعيد في العوامل الجيوسياسية على إمدادات النفط سيكون محدوداً ذلك أنه قد بلغ أدنى مستوى له وأصبحت قدرة السوق على التأقلم مع الوضع الحالي عالية، وطبعاً هذا لا يقلل من أن الأوضاع في عدد من بلدان الإنتاج مازالت تشكل مصدراً للقلق خصوصا مع بداية موسم الانتخابات وتأثير مجريات ذلك على الأجواء بشكل عام سواء في نيجيريا أو العراق أو ليبيا، كما أن رفع أسعار الغاز الطبيعي الروسي على أوكرانيا أيضاً يشكل تصعيدا يؤثر في استقرار الأسواق، ولابد من النظر إلى العوامل الجيوسياسية على أنها وقاية من هبوط كبير في الأسعار فهي تحدد الحد الأدنى للأسعار.وفي هذا السياق فقد انخفض سعر نفط خام الإشارة برنت من أعلى متوسط وصل إليه في شهر مارس 2014 عند 111.3 دولار للبرميل، إلى 103.3 دولار للبرميل بداية شهر أبريل 2014، أي انخفاض مقداره 8 دولارات للبرميل.وعلى صعيد برامج الصيانة للمصافي تتوقع مصادر السوق أن يدخل ما يقارب من 1 مليون برميل يومياً من طاقة التكرير في اليابان في برامج الصيانة الدورية خلال شهري مايو ويونيو ليصل إجمالي طاقة التكرير هناك إلى 3 ملايين برميل يومياً مقارنه مع 3.5 مليون برميل يومياً خلال الفترة ذاتها من عام 2013، وأن ذلك سيؤثر على وضع اليابان من ناحية تقليل الصادرات من المنتجات البترولية مقابل رفع الواردات من المنتجات البترولية.وتقدر المصادر أن 1.3 مليون برميل يومياً أو ما يقارب 14% من إجمالي طاقة التكرير في الصين سيدخل في برامج الصيانة خلال الربع الثاني من عام 2014، علماً بأن واردات النفط الخام قد سجلت ارتفاعا خلال شهري يناير وفبراير من عام 2014 بنسبه 11.5% لتصل إلى 6.4 مليون برميل، ولكن مع ارتفاع مستوى المخزون النفطي هناك فإن الدلائل لا تشير في اتجاه ارتفاع في واردات النفط الخام خلال الأشهر القادمة.تقدر بعض التقارير في السوق أن مبيعات النفط الخام من إيران قد سجلت ارتفاعاً منذ بداية العام وبلغت 1.3 مليون برميل يومياً في شهر يناير 2014، ووصلت إلى 1.6 مليون برميل يومياً في شهر فبراير، مقارنة مع متوسط المبيعات في عام 2013 والذي بلغ 1 مليون برميل يومياً، وتم تصريفها في أسواق اليابان وكوريا وتركيا، علما بأن مبيعات إيران إلى الصين بلغت 551 ألف برميل يوميا وإلى الهند بلغت 304 آلاف برميل يومياً خلال شهر فبراير 2014، وتتناقل الأنباء عن قيام إيران بتقديم خصومات كبيرة على أسعار نفطها من أجل كسب زبائن وتوسيع حصتها في الأسواق الواعدة، ولكن ما يقلق السوق هو الاتفاق الأخير ما بين إيران وروسيا والذي تقوم بموجبه إيران ببيع روسيا قريبا من 500 ألف برميل يوميا مقابل المعدات والسلع الروسية، وسبب القلق هو الفهم أن ذلك قد يمثل التفافاً على الحظر المفروض على مبيعات النفط الخام الإيراني والذي جاء نتيجة تطورات الملف النووي الإيراني، وفي كل الأحوال فإن ذلك يعني في نهاية المطاف زيادة في المعروض إما في صورة نفط إيراني إضافي يصل إلى أسواق الشرق الواعدة أو في صورة نفط روسي إضافي يتم تصريفه في أسواق الشرق الواعدة أو أوروبا وهو ما قد يتسبب في ضغوط على أسعار النفط الخام في السوق.حسب البيت الاستشاري جي بي سي، فإن إنتاج السعودية خلال شهر مارس مازال عالياً عند 9.8 مليون برميل يومياً، وفي ظل ارتفاع مبيعات إيران من النفط الخام، وبدء الإنتاج من حقل قرنه 2 مع نهاية شهر مارس عند 120 ألف برميل يوميا والذي يتوقع أن يرتفع ليصل مع نهاية عام 2014 إلى 400 ألف برميل يومياً بالتعاون مع مشغل الحقل شركة لوك اويل الروسية مما يرفع الطاقة الإنتاجية للعراق لتصل إلى 4 ملايين برميل يومياً مع نهاية عام 2014، ورغم هذه الزيادة إلا أن أسعار نفط خام برنت مازالت تحافظ على مستوى يفوق المائة دولار للبرميل وهو مؤشر إيجابي على توازن السوق النفطية مع وجود زيادة في المعروض أسهمت في خفض أسعار النفط الخام ولكنها إلى الآن لم تبلغ مستويات تهدد بهبوط كبير في أسعار النفط الخام، وهذه التطورات ستكون ضمن المستجدات التي تتم متابعتها ومراقبة تأثيراتها على السوق النفطية قبيل الاجتماع الوزاري لدي وزراء الأوبك المقبل في بداية شهر يونيو 2014، للتعامل معها بما يخدم استقرار الأسعار والأسواق لمصلحة بلدانها بالدرجة الأولى.وفي سياق تسعير النفط الخام، شاركت في ورشة عمل نظمتها الأسبوع الفائت في فيينا سكرتارية الأوبك، ووكالة الطاقة الدولية وشارك فيها عدد من أهل الاختصاص في سوق النفط ومن جمله الأمور التي تمت مناقشتها والتطرق إليها هي استمرار انخفاض إنتاج بحر الشمال من النفط الخام وتأثير ذلك على سيولة نفط خام برنت في التعاملات في السوق خصوصا أن برنت هو أساس مرجعي ومؤشر مهم في تحديد أسعار النفط الخام في العالم على صفة العموم، وهذا التراجع سيكون أكثر وضوحاً كلما اقتربنا من عام 2020، وقد بلغ إنتاج بحر الشمال في عام 2000 عند 6.2 مليون برميل يومياً إلى ما دون المليونين برميل يومياً بحلول عام 2020 ولما كان نفط خام برنت هو أساس تسعير النفوط في العالم بلا منازع يحظى هذا الموضوع باهتمام كبير ويتم تداوله داخل أوساط صناعة النفط للوصول إلى طرق من أجل دعم تواجد نفط خام برنت كأساس للتسعير كما تم فعليا في السابق وحاليا يتم تداول عدة أمور من بينها استخدام نفوط شبيهة لنفط خام برنت على أساس التسليم في أوروبا وتشمل النفط الروسي، والإفريقي للوصول إلى تقييم لأسعار نفط خام برنت بشكل يومي، وكذلك يتم تداول استخدام تسعير المنتجات البترولية للوصول إلى تسعير نفط خام برنت كون النفط أصلا في نهاية المطاف يتم تكريره، وبالطبع هذا من المستجدات التي لابد أن يكون فيها اهتمام كبير من قبل البلدان المنتجة للنفط لأن تحديد نفط الإشارة يؤثر بلاشك في تحديد أسعار النفوط الأخرى والإيرادات النفطية، والمشاركة في التأثير في هذا التطور في غاية الأهمية.