23 سبتمبر 2025
تسجيلإبداعات طلابية متميزة تجلت في المعرض الفني العلمي التراثي الذي اقامته المدرسة الفلسطينية في فندق رمادا الأسبوع الماضي. كان المعرض مليئآ بالمعروضات اليدوية التي تعبر عن مجهودات رائعة لطالبات المدرسة. كلنا نعرف عزيمة وهمة الفلسطينيين على مدى العصور وكيف يستطيعون التغلب على الصعاب ولديهم الصبر والتحمل مهما اختلفت الأجيال ليبقى مبدأهم ثابتاً وواضحاً. هذا ما شاهدته في المعرض الذي يمكن ان ينافس افضل الشركات من حيث الصناعة اليدوية والجهد الشخصي وكذلك امكانية الاستفادة من كل شيء بعملية (الريسايكل) إعادة التصنيع من قطع مهملة الى افضل انتاج يستفيد منه الكثير بأقل تكلفة وكم تمنيت لو استطيع ان اشتري من تلك المعروضات وخاصة اللوحات الجميلة او المشغولات اليدوية ولكني عرفت انها ستبقى للطالبات لاعتزازهن بها. لقد كان المعرض فرصة جيدة لإبراز الهوية الفلسطينية، حيث استطاعت الطالبات أن يظهرن مواهبهن وابتكاراتهن وابحاثهن العلمية ويفتخرن بأعمالهن امام اولياء امورهن وذلك يمثل جزءا كبيرا من رعاية الموهوبين وتحويل احلامهم الى واقع ملموس وهو ما تحرص عليه المدارس في تطبيق خططها وسياساتها. جاء المعرض في مجمله متناسقا ومرتبا يحتاج الزائر ان يقف طويلا عند كل ركن من اركانه. وبمناسبة ذكرى يوم الأرض تم تقديم عرض فني جميل شاركت فيه الطالبات بلوحات متنوعة تحكي تاريخ النضال الفلسطيني في وجه الاحتلال الاسرائيلي الغاشم وقد كان العرض مؤثرا جدا توافق مع لوحات تصويرية تناسب الحدث وقد ابدعت الطالبات في وصف المعاناة الفلسطينية خلال العرض حتى وان كان اغلبهن ممن ولدن على هذه الأرض ولم يرين فلسطين ابدا ثم اختتم الأوبريت بلوحة استعراضية تمثل الدبكة من الفلكلور الفلسطيني قدمها طلاب المدرسة، حيث اشعاعوا الفرح والسرور وخلقوا جوا تفاعليا مع الجمهور الغفير الذي حضر العرض. هذا الأوبريت الفني رغم قصر مدته الا انه كان دقيقا ومنظما جدا وكان الإخراج على درجة عالية من التألق والانضباط. مثل هذه الابداعات في المدرسة الفلسطينية تفتح مجالا واسعا لامكانية الاستفادة من قدرات المدرسة الفلسطينية في العروض التي تقام في اليوم الوطني لدولة قطر وكذلك المساهمة في اكثر من فعالية تقام بالدولة سواء طلابية او تراثية او رياضية وانني لأجزم بأن المدرسة تستطيع ان تتفوق بشكل كبير على غيرها بما لديها من استعدادات هائلة وطلبة وطالبات لديهم روح المبادرة واتقان العمل ومن ورائهم مشرفون ومشرفات على درجة عالية من الكفاءة مثل الأستاذة منال نظمي معلمة الاقتصاد المنزلي وشعلة المعرض وصاحبة اللمسات الفنية فيه وكذلك جميع العاملين بالمدرسة، حيث اتضح ان لديهم روح عمل الفريق الواحد وهو ما يحتاجه اي عمل لينجح بكل المقاييس لأننا للأسف لا نرى من بعض الاستعراضات في المدارس وغيرها من الاحتفاليات الا الفوضى والأخطاء المتكرة. تحية تقدير للمدرسة الفلسطينية على ذلك التنظيم والجهود المخلصة لانجاح المعرض بقيادة الدكتور يحيى الأغا المشرف العام بالمدرسة واهنئهم بمرور عشر سنوات على المدرسة واتمنى ان تكون الاحتفالية القادمة اكبر واشمل في مبنى المدرسة الجديد بحول الله تعالى بعد الانتهاء من انشائه. لقد كان حضور الأستاذة فوزية الخاطر مديرة مكتب المدارس الخاصة دعما كبيرا من قبل المجلس الأعلى للتعليم للمدارس بمختلف فئاتها وكذلك حرصا من الأستاذة فوزية للاهتمام بالجانب المعنوي والتربوي للمدارس ومتابعتها الشخصية لكل ما يتعلق بعملها وابداء الرأي والنصيحة فية فقد كانت تقف عند كل ركن بالمعرض وتوجه وتثني وتستمع بكل اهتمام الى ملاحظات الطالبات وقد سعدت وابدت إعجابها بالمعرض وكذلك الفقرات الفنية التي صاحبته. اخيرا الشكر والتقدير للأستاذة زينب عادل مديرة المدرسة على الدعوة الكريمة وعلى جهودها الكبيرة ليصل العمل الى المستوى المتميز الذي وصل اليه.