(كفو.. قطر)

المصالحة التي تمت بين أمريكا وأفغانستان في قطر بعد عدة جولات وتكللت بالنجاح.. إنجاز تاريخي يضاف إلى إنجازات دولة قطر ذات التاريخ المشرِّف في الوساطة ومساعدة الشعوب للعيش بسلام وحرية.. من السهل جدا إشعال الحروب والأزمات ولكن من الصعب الانخراط في دبلوماسية بناءة تنتج ثمار مصالحة حقيقية بتوقيع العقود والاتفاقيات.. قطر ترى في الاتفاق الذي حصل على أرضها خطوة مهمة نحو تسوية كافة النزاعات في العالم بالطرق السلمية. هذا الاتفاق بإذن الله سينهي أطول حرب شهدتها أفغانستان لأكثر من 18 عاما، راح ضحيتها آلاف المدنيين.. قطر فعلت ما لم تستطع دول كبرى فعله وحقنت دماء العديد من الأبرياء وكسبت ود وتعاطف المجتمع الدولي.. يحق لنا أن نفتخر بقيادتنا الحكيمة والتي لم تألو جهدا إلا فعلته من أجل سلامة المنطقة والأمن الدولي والتصالح بين الفرقاء.. نعم يحق لنا أن نفتخر بهذا الإنجاز الحكيم وهذه الدبلوماسية الرائعة والتي تبذلها قطر دائما وأبدا.. أنا شخصيًا معجب جدا بالشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية.. وهو فعلًا الرجل المناسب في المكان المناسب.. يسعى كثيرًا حفظه الله في المحافظة على رفعة قطر وكرامتها.. مستمدًا كل ذلك من توجيهات وحكمة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يحفظه الله ويرعاه.. نتمنى أن تستمر جهود دولة قطر للمصالحة بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية ليعيش كامل الشعب الأفغاني المسلم العزيز علينا بأمن وسلام دائمين بإذن الله.. قطر تستطيع القيام بذلك ولديها كل المقومات الممكنة ويمكن أن تجد عاملًا مشتركًا بين الفرقاء تبني عليه مصالحة كبيرة ودائمة.. لقد تمكنت بشكل كبير أن تجمع الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان على طاولة واحدة وكان وجودهما وجها لوجه إنجازًا، واستمرار الوساطة والمفاوضات حتى تم توقيع العقد كانت لحظة تاريخية عظيمة تضاف إلى سجلات قطر العديدة بالفخر والاحترام والتقدير.. لقد كان لحرص قطر وإصرارها في الوساطة بعد أن تعثرت المفاوضات، أمر بالغ الأهمية وينم عن حكمة بالغة مع رغبة أكيدة للطرفين في التوصل إلى اتفاق ساهم كثيرا في ذوبان الثلج.. لذلك في اعتقادي أن تتوسط قطر بين طالبان والحكومة الأفغانية إن شاء الله سيكون أمرا ميسرا بعد أن أصبح لديها الخبرة والمعرفة الواضحة لمثل تلك القضايا والاتفاقيات.. لقد أصبحت دولة قطر علامة بارزة لحل الخلافات الدولية والمساهمة في تخفيف معاناة الشعوب.. هي الآن مثال يحتذى به وتدعمها في ذلك الشرعية الدولية ويبارك لها إنجازاتها كل محبي الحق ونصرة الشعوب.. نتمنى أن تشهد الدوحة قريبا حوارا بناء سلميا بين المتنازعين ونتطلع إلى استكمال عملية السلام في أفغانستان مع ضرورة أن تجمع هذه العملية كافة أطياف ومناطق ومكونات المجتمع الأفغاني لضمان مستقبل زاهر للشعب الأفغاني الصديق والعزيز علينا جميعا. قطر لديها قائد حكيم ودبلوماسية محنكة وشعب أبي، مشجع ومحب للسلام، قادرة على التوسط وحل كل الخلافات.. كفو قطر.. وكفو للدبلوماسية القطرية رفعتوا راسنا.. وعسى ربي يحفظ قطر وأميرها وشعبها الوفي. [email protected]