10 سبتمبر 2025

تسجيل

الحب العجيب

09 مارس 2019

  من الطبيعي ان يحب الإنسان امه واباه اكثر من اي إنسان اخر ويتعلق بهما – خاصة في مرحلة الطفولة تعلقا شديدا ولا يفضل عليهما أحدا – خاصة اذا كان يجد منهما كل حب وكل تقدير، ولكن الشيء العجيب فعلا ان تجد طفلا وقد تعلق بإنسان غريب لا يمت له بصلة قرابة ! لا شك ان هذا الإنسان فاق ابوي هذا الطفل في حبه له وحنانه عليه، وقصة هذا الإنسان مع ذاك الطفل ليست من الخيال في شيء بل هي قصة حقيقية تحدثت عنها كتب السيرة المطهرة. واليكم خلاصتها اوردها بتصرف عن كتاب "كيف عاملهم" لمحمد المنجد، كانت ام زيد بن حارثة تزور قومها وابنها زيد معها وفجأة أغارت قبيلة على قبيلتهم واختطفوا زيدا وباعوه عبداً واشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة رضي الله عنها وعندما تزوجها اعظم خلق الله رسولنا صلى الله عليه وسلم وهبته له وعندما بلغ ابوه حارثة ما حدث انطلق هو واخوه لفداء زيد، ودخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وطلبا منه ان يعيد لهما زيدا مقابل فدية فقال عليه الصلاة والسلام "او غير ذلك"، فقالا: وما هو ؟ فقال "ادعوه، واخيره فإن اختاركما فذاك، وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحداً" فقالا له:- "قد زدت على النصف" فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما جاء قال "من هذان ؟" فقال: "هذا أبي حارثة بن شراحيل وهذا عمي: كعبُ بن شراحيل فقال: "قد خيرتك، إن شئت ذهبت معهما، وإن شئت أقمت معي" فقال زيد:- "بل أقيم معك" فقال له أبوه: "يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وأمك وبلدك وقومك؟" فقال: إني قد رأيت من هذا الرجل شيئا، وما أنا بالذي أفارقه أبداً. فعندها اعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان زيداً ابنه، فرضي ابو زيد. تُرى اي حب واي رحمة واي تقدير واحترام وجدها زيد من المصطفى عليه أفضل صلوات الله وتسليماته جعلته يفضله على والديه واهله وبلده؟. لا عجب فهو الرحمة المهداة من رب العباد.. اللهم صل وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله ووفقنا لاقتفاء اثره واتباع هديه.. آمين يارب العالمين. [email protected]