26 أكتوبر 2025
تسجيلالهجرة تعني أن يختار الفرد أو الجماعة مكاناً آخر غير موطنه للسكن والهجرة إليه، امّا للدراسة أو العمل أو للهرب من تهديد، وبالعادة يتم الانتقال من بلد ذات أوضاع اقتصادية وسياسية أسوأ إلى بلد آخر يتميّز بمستوى اقتصادي وسياسي أفضل للاستقرار به، وإنشاء حياة جديدة في البلد الجديد ويبحث المهاجرون دائماً عن الحياة الافضل والمستوى المعيشي الأحسن من خلال الهجرة إلى بلد آخر لكنها قد تشكل آثارا سلبية على البلد الذي هاجر منه أصحاب العقول، ممّا يؤدّي إلى التأخر في تطورها لكنها تقل نسبة البطالة فيه.وقد تكون الهجرة بسبب الكوارث المفاجئة كالزلازل والبراكين لكن ليس شرطاً أن تكون الهجرة لخارج البلد. بل يمكن أن تكون داخل نفس الدولة من مدينة إلى أخرى، وقد يواجه المهاجر تحديات أخرى مثل عدم اتقانه للغة الدولة التي هاجر إليها، أو الاكتظاظ السكاني في الدولة المستقبلة ويعامل أبناء المهاجرين بعدم العدل في المعاملة سواء بالدراسة أو العمل أو السكن أو العلاج ويعيش معظمهم في الأحياء الفقيرة التي تعاني من الازدحام.والدليل المباشر على الهجرة: الهجرة النبوية حيث هاجر الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم من مكة إلى المدينة بعد اشتداد تعذيب أهل مكة له، فأعلم الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بما أجمع عليه أعداؤه، وأذنه سبحانه وتعالى بالهجرة إلى يثرب (المدينة المنورة) وكان استقبال اهل المدينة له بالفرح الشديد والابتهاج بالنشيد الاسلامي المعروف( طلع البدر علينا) وامن من مكر الاعداء واضطهادهم له. قال تعالى: — (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيم ( سورة الحج 58 ،59) وما صدر الأمر النبوي لجميع المسلمين القادرين على الهجرة أن يهاجروا، لكن لم يبدأ هو في الهجرة إلا بعد أن هاجر الجميع إلى المدينة فلم يكن همِّه أن ينجو بنفسه ويُؤَمِّنَ حاله أو يحافظ على أمواله إنما كان كل همِّه أن يطمئن على حال المسلمين المهاجرين فكان تصرفه كالربان الذي لا يخرج من سفينته إلا بعد اطمئنانه على كل الركاب بأنهم في امان.وروى البخاري عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ — رضي الله عنه — أن رَسُولَ اللَّهِ قال(إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إلى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ)اخيرا: — القيادة عند الرسول عليه افضل الصلاة والتسليم ليست نوعًا من الترف أو الرفاهية، إنما القيادة مسئولية وتضحية وأمانة.