16 سبتمبر 2025
تسجيلتنص الوثيقة الرئيسية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على تحقيق أهداف المجلس في تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين دول الأعضاء في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها، وتوثيق الروابط بين شعوبها، ووضع أنظمة متماثلة في مختلف الميادين الاقتصادية والمالية والسياسية، والتجارية والجمارك والمواصلات، وفي الشؤون التعليمية والثقافية والاجتماعية والصحية والإعلامية والسـياحية والتشـريعية، والإدارية، ودفع عجلـة التقـدم العلمـي والتقني في مجالات الصناعة والتعدين والزراعة والثروات المائية والحيوانية، وإنشاء مراكـز بحـوث علميـة وإقامـة مشـاريع مشـتركة، وتشـجيع تعـاون القطاع الخاص .وتنص العلاقات الوشيجة بيننا على أننا خليج واحد وأهل ودم واحد وتربط بيننا علاقات عديدة من ضمنها علاقة المصاهرة أو النسب، ومصيرنا واحد ومستقبلنا وماضينا وحاضرنا واحد وعاداتنا وتقاليدنا وديننا وتاريخنا واحد، لذا أقول لأي حاسد أو حاقد يريد أن يحاول أن يصب الزيت على الجمر المشتعل فلتصمت ولتخسأ وما بين الإخوان يظل بين الإخوان والأشقاء وتباً لمحبي الفرقة والفتنة. فأنتم بمثابة السوس الذي ينخر في الخشب فسوف نرش عليكم المبيد لإبادتكم جميعا بإذن الله تعالى فلم ولن تستطيعوا أن تعكروا صفونا وتهدموا روابط الأخوة التي بيننا فهي أقوى من مؤامراتكم وكيدكم فتمكرون والله خير الماكرين.ومن جانب آخر وودت أن أنقل لكم من القانون الدولي معنى كلمة التدخل في شؤون الدول حيث يرى الفقيه القانوني شارل روسو الفرنسي "إن التدخل هو عبارة عن قيام دولة بتصرف، بمقتضاه تتدخل الدولة في الشؤون الداخلية والخارجية لدولة أخرى، بغرض إجبارها على تنفيذ أو عدم تنفيذ عمل ما، ويضيف أن الدولة المتدخلة تتصرف في هذه الحالة كسلطة وتحاول فرض إرادتها بممارسة الضغط بمختلف الأشكال، كالضغط السياسي والاقتصادي والنفسي والعسكري".أما الفقيه Oppenheim فقد عرفه بأنه " كل تدخل دكتاتوري لدولة في شؤون دولة أخرى، بهدف المحافظة على الأوضاع القائمة أو تغييرها في تلك الدولة " وعرف الفقيه Hall التدخل بأنه "قيام دولة أو مجموعة من الدول بالتدخل في علاقة قائمة بين دولتين دون موافقتهما أو موافقة إحداهما، أو أن تتدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى دون موافقتها ". ويعرفه الدكتور محمد طلعت الغنيمي من الفقه المصري " بأنه تعرض دولة لشؤون دولة أخرى بطريقة استبدادية وذلك بقصد الإبقاء على الأمور الراهنة للأشياء أو تغييرها " ومثل هذا التدخل قد يحصل بحق أو دون حق، ولكنه - في كافة الحالات - يمس الاستقلال الخارجي أو السيادة الإقليمية للدولة المعنية ولذلك فإنه يمثل أهمية كبيرة بالنسبة للوضع الدولي للدولة. إذن فمما سبق أن قطر دولة إحقاق الحق والعدل ونصرة الملهوف، لم تقف ضد مصالح أشقائها ولم تتدخل في شؤونهم من قريب أو بعيد ربما تبنت بكل حرية مواقف تختلف عن مواقفهم وهذا حق أصيل لكل دولة ومن صميم كيانها وسيادتها.ولإيماني الشديد بالله سبحانه وبقيادتنا الرشيدة، فإن هذا الخلاف ما هو إلا سحابة صيف أذكر نفسي والجميع بقول الله سبحانه وتعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناًوَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} آل عمران103 وفي تفسير لابن كثير قوله: { ولا تفرقوا } أمرهم بالجماعة ونهاهم عن التفرقة وقد وردت الأحاديث المتعددة بالنهي عن التفرق والأمر بالاجتماع والائتلاف كما في صحيح مسلم من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ويسخط لكم ثلاثا: قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ] وقد ضمنت لهم العصمة عند اتفاقهم من الخطأ كما وردت بذلك الأحاديث المتعددة أيضا وخيف عليهم الافتراق والاختلاف، وقد وقع ذلك في هذه الأمة فافترقوا على ثلاث وسبعين فرقة منها فرقة ناجية إلى الجنة ومسلمة من عذاب النار وهم الذين على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.وكأن التاريخ يعيد نفسه فما حدث من الأوس والخزرج هو ما يحدث الآن فتفسير الآية في تفسير الجلالين (واعتصموا) تمسكوا (بحبل الله) أي دينه (جميعا ولا تفرقوا) بعد الإسلام (واذكروا نعمة الله) إنعامه (عليكم) يا معشر الأوس والخزرج (إذ كنتم) قبل الإسلام (أعداءً فألف) جمع (بين قلوبكم) بالإسلام (فأصبحتم) فصرتم (بنعمته إخواناً) في الدين والولاية (وكنتم على شفا) طرف (حفرة من النار) ليس بينكم وبين الوقوع فيها إلا أن تموتوا كفاراً (فأنقذكم منها) بالإيمان (كذلك) كما بين لكم ما ذكر ( يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون )، فليس بعد كلام الله أي كلام آخر ولكن أقول: فالله الله في الوحدة ونبذ الخلاف والعودة إلى صوت الأخوة وصوت القلوب المحبة، ارجعوا إلينا نحن شعبكم فنحن والله كشعوب نحب بعضنا بعضا، فقد كنت أحلم بأن توحد عملتنا فتصبح عملة خليجية واحدة، وجواز خليجي واحد وجسور تربط بين كل الخليج لتسهيل الأمور بيننا، نصل إلى سحب السفراء !!!! هذا ما كنا نتوقعه أبدا، ليس لي إلا أن أسأل الله لنا ولكم الهداية، وأسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار، ألا قد بلغت اللهم فاشهد.