ميسي صداع رونالدو الدائم

يبدو أننا نعيش عصرا استثنائيا مع نجوم كرة القدم، فالمنافسة بين النجوم كانت موجودة في مختلف السنين والعقود السابقة، ولكنها لم تصل أبدا إلى أن نشاهد كل يوم موضوعا يتحدث عن الندية بين ميسي برشلونة، ورونالدو مدريد، وأن يصل التحدي بين الاثنين إلى درجة لا يطيق فيها أحدهما سماع اسم الآخر، وبالأحرى أن تصل المنافسة لدرجة أن يكون أحدهما صداعا دائما في رأس الآخر، فهل السبب هو وسائل الإعلام التي تضخمت وتعملقت مع مرور السنين، ولتصبح في عصرنا هذا كيانا لا يستهان به مقارنة بالعقود السابقة؟ أم أن المنافسة بين النجمين هي حدث استثنائي خاصة مع الغيرة المتبادلة بين الاثنين، والتي تتضح في كل لقاء وفي كل حوار وفي كل مواجهة؟ وكم كان رونالدو مسكينا عندما استقبلته جماهير منتخبه البرتغالية بالهتاف لميسي أثناء وصول رونالدو لمدينة غيماريش حيث أقيمت ودية بلاده مع الإكوادور، وعندما سأله أحد الصحفيين عن ردة فعله في المؤتمر الصحفي بعد سماع اسم ميسي، انتابت رونالدو غضبة عارمة صبها على رأس الصحفي الذي بالتأكيد تمنى في قرارة نفسه لو لم يلق هذا السؤال. ويبدو أن الجماهير في مختلف أنحاء العالم قد علمت الكلمة السرية التي تثير غضب اللاعب الملكي، وبالتأكيد هي حرب نفسية لاستفزاز النجم البرتغالي لكي لا يعطي أفضل ما لديه، أما من ناحية الغيرة فحدث ولا حرج، فقد خرج رونالدو قبل أقل من يوم ليؤكد أنه أحق بالفوز بالكرة الذهبية والتي نالها ميسي للعام الرابع على التوالي. النجومية يستحقها الاثنان معا، فكلاهما هداف مع منتخب بلاده، ومع النادي الذي يبدع من خلاله في هز الشباك وإمتاع الجماهير، خاصة أن أضلاع المنافسة قد اكتملت بوجود كل منهما في أشهر ناديين على مستوى العالم حاليا برشلونة وريال مدريد، ولكن أن تصل النجومية إلى حد أن يكون أحدهما صداعا دائما ومزمنا في رأس الآخر، فهو أمر لا حل له، وسيستمر مشتعلا لا يهدأ طالما أن اسمي ميسي ورونالدو يترددان.