10 سبتمبر 2025
تسجيلمع دخول عام جديد 2019م، قررت أن أقضيها في برنامج ترتيبكم للرحلات النسائية مع مؤسسة البرنامج الأستاذة الفاضلة نورة العامري، وقد بدأت اختيار الأماكن والمواقع البيئية بدولتنا الحبيبة قطر، فأول رحلة كانت بالاتجاه إلى محمية الذخيرة المعروفة بانتشار غابات المنجروف حول البحيرة الواسعة، فانتقلنا بالسيارات كلنا مع بعض في اتجاه واحد نحو المحمية بعد نقطة التجمع وحين وصولنا تم تجهيز القوارب مع مجاديفها وجاكت الحماية لكل من يجلس بالقارب ويبحر في بحيرة المنجروف الواسعة ويتأمل غابات نباتات المنجروف الموجودة بداخها وحولها بمنظر رائع كأنها أعشاب بحرية، وقد استغرقت الرحلة حوالي ساعتي إبحار، وبعد ذلك اتجهن الى جزيرة بن غنام التي تتميز بتنوع الكائنات الحية الفطرية فيها من نباتات وطيور وزواحف، وقد استرحن بداخلها والتقطن بعض الصور التذكارية للرحلة وبعد انتهاء الرحلة قمن بالانطلاق للعودة الى منازلنا ولكن ايضا بنفس التجمع والخط مع تفقد كل واحدة اثناء الطريق من قبل الاستاذة نورة فجهد تشكر عليه من استثمارها للطاقات والكوادر النسائية بتوعيتهن بالأماكن السياحية بدولة قطر مما يساهم بتشجيع السياحة الداخلية وتكوين علاقات قوية بين النساء حيث تآلف كل مجموعة ذهبت مع بعضهن ويصبحن أخوات يشد بعضهن بعضا ويتعاون من اجل تقديم المساعدة للبعض، وبعد ذلك قررت أن أذهب إلى مخيم سوق الوكرة النسائي وفعلا من خلال هذا التجمع اصبحن أخوات متحابات نتبادل المعلومات والخبرات مع بعض، فقد قامت الاستاذة نورة بعمل جدول يومي مناسب للجميع مع بداية اليوم الأول من التخييم فقد بدأنا بالتعارف فألفن بعضنا واصبحن نكمل بعضنا البعض في العلم والثقافة وبدأن مسيرتنا بحوارات مع الدكتورة الفاضلة شريفة العمادي حيث حضرت مشكورة الى المخيم وكانت حواراتنا جميعا عن الإيجابية في حياتنا القديمة والحديثة ومحاولة ربط حياة آبائنا وأجدادنا بالحياة العصرية، كما عشن بالمخيم جو التراث القطري القديم من سفن الغواصة والصيادين التي تبحر من خلال البحر الذي كن نسكن بالقرب منه ونسمع صوت المد والجزر بالاضافة الى المباني القديمة بالسوق الشعبي والتي تم استحداثها بشيء بسيط من اجل البقاء للاجيال الحالية فهي فعلا بيئة مستدامة باقية للأجيال وإرث حضاري وفي آخر الحوارات، تكلمن عن مشاريعنا لهذا العام وطموحاتنا في سبيل تحقيقها وتم تكريم الدكتورة بشهادة من قبل الاستاذة نورة لجهودها في تقديم النصح والارشاد من اجل حياة ايجابية لهذا العام السعيد وبعد ذلك قمن بتناول العشاء بجو ممتع فاصبحن اسرة واحدة نتجمع على مائدة واحدة جميعا ونتبادل الاحاديث ووجوهنا عليها الابتسامة والفرح وبعد الانتهاء من الاكل توجهت الينا المدربة الاستاذة عايدة الشيراوي التي ابدعت في جعل عامنا سعيدا بإشعالها الشموع وجعلتنا نفكر بحياتنا بألا نجعل احدا يجرحنا او يحزننا فنحن صحيح ننكسر ونحزن ولكن علينا ألا ننهزم فالحياة حلوة وجميلة وبها من الايجابيات الكثير التي تتعمق يومنا وبداخلنا فأنا اقول بداخل كل امرأة بذرة يجب عليها ان نعتني بها لتنمو من جديد وتزهر ولا تجعل هذه البذرة تموت وتجف وهذي البذرة تشمل حياتها وكل من يعيش معها ويحبها فالحياة مستمرة بالدنيا لاجل اخروي سننتقل اليه عاجلا أم اجلا فعلينا ان نغذي الشعور بداخلنا لما هو اجمل وافضل لكي يسعدنا بحياتنا في الدنيا ومعيشتنا بالحياة الآخرة الابدية لقوله تعالى بسورة العنكبوت ((وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64) فحياتنا بالدنيا فانية مهما تمتعت من لهو ولعب تنتهي بنهاية الكون اما الآخرة ستظل حياتك الحقيقية مما زرعته يدك من دنياك فحصادها الاخروي يكون ثابتا وعادلا وبعد ذلك اتجهن الى مقرنا استعدادا للاستيقاظ لصلاة الفجر والدعاء ونعلم الفجر ما فيه من خير وبركة للانسان لذلك قمنا بتمارين اليوغا التي تدعو الى التأمل والتفكر بكل ما يجعلك تشعر بالسعادة فمع كل فجر جديد تولد الشمس وتبهرك باشعاعاتها ويختفي الظلام وتغرد العصافير حولنا ايذانا ببدء العمل ومع صوت البحر الدافق اعلن الفجر ظهوره وفعلا ما اجمل الجو الذي ايقظ عندي الشعور بالسعادة بكل من حولي من طبيعة خلابة وزميلاتي بالرحلة وبعدها توجهن للافطار ومشوارنا الاخير بالرحلة تسلمنا شهادات التكريم من قبل الاستاذة نورة مؤسس ترتيبكم للرحلات لما قمن به في رحله المخيم من جهود في العمل الجماعي وتبادل المعلومات والافكار ونحن بدورنا نقدم الشكرالكثير للاستاذة على حسن تنظيم رحلة التخييم واشرافها الدائم وحرصها على سلامتنا جميعا فقد كانت تقول دائما انتن مثل أخواتي وبناتي اللاتي احرص عليهن باستمرار فتحية لها من كل قلبي وارفع لها القبعة لما لمست من تعاملها وحسن اخلاقها وتدبيرها، واخيرا اقول قطر تستحق الأفضل من أبنائها فكلنا مشجعون بعض على بذل كل ماهو بقدراتنا واستطاعتنا من اجل ان تصبح دولة قطرصرحا سياحيا وإرثا جميلا في عيون جميع سكان العالم. [email protected]