هل تغيرت الصورة النمطية عن العرب؟

كلنا نعلم أن الصورة النمطية التي زرعت في أذهان العالم الغربي عن العرب بأنها صورة نمطية تحمل سلوكاً بأننا مجتمعات غير متحضرة، لدينا مال وبترول ونعيش في صحراء ويسلك طريقها جمالاً، لكن أدرك المجتمع الغربي منذ فوز قطر باستضافة كأس العالم قطر ٢٠٢٢ بأنها تضع نفسها مع منافسة شريفة تخوضها نداً لند لاستنكار حملات إعلامية كبيرة وأصبحت تتلاشى شيئاً فشيئاً مع اللحظة التي افتتحت فيها كواليس حفل الافتتاح الذي شهده العالم أجمع فكان ممر عبور لمرحلة جديدة من صورة نمطية رسمت ليس بمحض الصدفة وإنما بدراسة واقعية تلامس المشاعر والأحاسيس والهوية والثقافة والدين والأهم من ذلك التجانس مع الآخر، أصبحت المجتمعات العربية تدرك أن تماسكها في كأس العالم أظهر أن الثقافة والحضارة العربية انتقلت من دولة قطر للعالم أجمع عبر جماهير الكرة المستديرة، نشهد التضامن العالمي مع دولة قطر بمختلف المناسبات ولكن ما شهده العالم من تضامن تجاه هذا الحدث العالمي لن يتكرر مرة أخرى بهذا الشكل والأسلوب والتعاون. كنت أتساءل كيف سنتعامل مع الجمهور بمختلف لغاته على سبيل المثال؟ وكم عدد اللغات التي يجب علينا أن نتعلمها في فترة قصيرة للتعامل مع الجمهور خصوصاً ممن كلفوا بهذه المهمة من رجال أمن البطولة، حتى وجدت العديد من الحلول التقنية المبهرة في توفير الترجمة الفورية بأي لغة من العربية إلى لغة الجمهور والتي ساهمت في التغلب على العديد من المشاكل وتقديم الحلول بشكل فوري، رأى العالم حتى لو أننا لم نفهم لغته فإن لدينا حلولاً متقدمة للتعامل مع الجمهور بمختلف أطيافه، الجمهور أصبح يلبس ثياباً عربية يتحدث العربية، يأكل من المأكولات العربية ويتعايش مع العرب في أسمى صورها، لقد اختير المتطوعين ليمثلوا كذلك نسبة 50 بالمائة من الدول العربية لتنقل رسالة مفادها أن الوطن العربي يرحب بالعالم، فهل تغيرت الصورة النمطية عن الغرب عن الغرب؟ الجواب نعم فهذا أول فصول الربيع بل وأجملها. *مستشار ومدرب التسويق الرقمي