13 سبتمبر 2025

تسجيل

لا تملوا العطاء

08 ديسمبر 2014

المتأمل في شريعتنا الإسلامية يرى أن جزءاً كبيراً منها مقام على حب العطاء بصوره المتنوعة، فالزكاة ركن أصيل من أركان الإسلام، والصدقة محببة إلى الله، والإيثار مرغب فيه، والأثرة في الإسلام مذمومة، والأنانية مشؤومة.وما ذاك إلا لأن آلام الناس تتجدد، فالله تعالى قد جعلنا درجات ورفع بعضنا فوق بعض ليبلونا فيما آتانا، قال تعالى: "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ" الأنعام 165، وقال عز شأنه: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) الزخرف 32يقول الفخر الرازي تعقيبا على هذه الآية: " التفاوت بين العباد في القوة والضعف والعلم والجهل والحذاقة والبلاهة والشهرة والخمول وإنما فعلنا ذلك لأننا لو سوينا بينهم في كل هذه الأحوال لم يخدم أحد أحداً ولم يصر أحد منهم مسخراً لغيره وحينئذ يفضي ذلك إلى خراب العالم وفساد نظام الدنيا ثم إن أحداً من الخلق لم يقدر على تغيير حكمنا ولا على الخروج عن قضائنا فإن عجزوا عن الإعراض عن حكمنا في أحوال الدنيا مع قلتها ودناءتها فكيف يمكنهم الاعتراض على حكمنا وقضائنا في تخصيص العباد بمنصب النبوة والرسالة".ومن هذا المنطلق فإن آلام الإنسان لن تنتهي وعطاء الله غير محدود، ومن ثم فإن شكر النعمة يتوجب العطاء، وما دامت الآلام لا تنتهي فينبغي أن يتجدد العطاء وتتنوع صوره.إن الحالات الإنسانية التي نعرضها على المسلمين هي آلام مرضى وحاجات أيتام ومرارات فقر مدقع، لهم حق في أموالنا معلوم، وجزء مقسوم.إننا في مؤسسة الشيخ عيد الخيرية نحاول قدر المستطاع تخفيف الآلام وتجديد الآمال، ولكن الحاجات كثيرة، ونحن على يقين بأن الناس لن تمل العطاء.وبهذه المناسبة نجدد لكم الدعوة في مرافقتنا في رحلات الإغاثة وزيارة المرضى ومواساة الجرحى، فهي صورة راقية من صور العطاء ترسم البسمات وتخفف من وقع ما يصيب الناس.بارك الله في المعطي وأخلف عليه، وأعان الله وأغنى من يحتاج والسلام على من أعطى ونفع