17 سبتمبر 2025
تسجيلماذا تريد إيران؟!..ربما يبدو السؤال أبله تجاه المعطيات الكثيرة التي تؤكد تورط هذه الدولة في معظم الأحداث التي تقع في محيط الخليج، لاسيما البحرين وبعض المحاولات الخفية لزعزعة ما يمكن أن نصفه بالاستقرار، وهو في الحقيقة يشبه شكلاً من أشكال الاستقرار، خصوصاً وسط اشتعال الأرض العربية بما يصر الكثيرون على تسميته بالربيع العربي، وهو في نظري شتاء قارس البرودة لا تبدو الشمس على عجل في البزوغ قريباً وتدفئة الأجواء قليلاً، ولذا يمكن لهذا السؤال أن يعيد نفسه بقوة وهو: ماذا تريد إيران؟!.. فرغم إصرارها على تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي ومحاولتها المستمرة لفرض الهوية الإيرانية على بعض الدول الخليجية، التي تجد فيها أنصاراً لهذه الدولة، إلا انها تجد صعوبة كبرى في استجداء العطف الدولي لها والنصرة لمساعيها في عمق أراضينا الخليجية، وعليه فإنها بلا شك لها اليد الطولى في أحداث البحرين ومساندة الأعمال المخربة للحوثيين باليمن، بالإضافة إلى تقويض الهدوء الطائفي لبقية دول الجزيرة العربية، ولا أخفيكم أن الرغبة في أن يزداد النقم الدولي على إيران تبدو أسهمها مرتفعة أمام انخفاضها، فلقد باتت النوايا المستترة لإيران تظهر للعيان وهذا ما بدا عليه رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني في وصفه للقمة التشاورية الخليجية الماضية، التي بحثت في احد بنودها فكرة عمل اتحاد بين السعودية والبحرين للالتفاف حول مطامع إيران في مملكة البحرين وتغذيتها للأحداث التي تقوض أمنها، وترجيح كفة السعودية الأقوى تضاريسياً وأمنياً في حماية الأرض البحرينية والخليج عموماً بقوله الصريح (البحرين ليست لقمة سائغة لتبتلعها السعودية بسهولة)! في إشارة واضحة إلى اعتبار البحرين بحسب رؤية ورواية الإيرانيين المحافظة رقم (14) حتى عام1971وانه لولا خيانة الشاه والقرار سيئ الصيت لمجلس الشورى الوطني آنذاك فإن البحرين انفصلت عن إيران!.. وطبعاً لا يمكنكم أن تختبروا معلوماتي في تاريخ إيران، لأنها لا تتجاوز معرفتي به بمعرفة الخلطة السرية لوجبات كنتاكي الشهيرة!.. فلا اعرف الشاه الذي خان ولا يزيدني فخراً إن ادعيت معرفته!..ولكن دعوني أقف عند هذا الإدعاء الذي أشكك بصلاحيته واستحقاقه للنظر أمام الكثير من الإدعاءات الملفقة التي تحاول إيران تلميع صورتها بها، لاسيما توريث تاريخها على انه تاريخ الخليج العربي في الأساس.. ولا أخفيكم فإن كان ما بحثت فيه القمة التشاورية الخليجية يقوم على بحث هذا المشروع الضخم، فأنا من المؤيدين له باعتبار ان عافية البحرين تكاد تنهك من جراء الغوغائية التي يقوم بها بعض الخارجين عن القانون والنظام ومهنية التظاهرات السليمة والأفعال الراقية، ومن حق هذه الدولة الصغيرة أن ينعم أغلبية الشعب فيها بالأمن والأمان والرفاهية أسوة بغيرهم من الشعوب الخليجية، التي لم تنقد والحمد لله لهذه المحاولات الإيرانية في تنهيض زعزعة الأرض وتنقيص نسبة أمن المواطن فيها، ولذا فلنقف جميعاً وراء هذا المشروع إن أيده كبار دولنا الخليجية، ولنقف أمام محاولات إيران التي وصفت محاولات (قطر والسعودية) بالذات في المحافظة على هوية الخليج العربية، بأنها عبارة عن دسائس تقوم بها الدوحة والرياض لتطويق المنطقة وإخراج أذرع الاخطبوط الإيراني من مداخل ومخارج المياه الخليجية ويابسها، وربما بترها، وفي نظري فإنها دسائس مشروعة ومقبولة لدينا، فلقد ضقنا ذرعاً بالتدخلات الإيرانية وحان الوقت لتصحو طهران من أحلامها الوردية التي صاغت مواقف وأحداثاً في عمق مخيلتها بأن الخليج عبارة عن توابع إيرانية تمردت في فترة من فترات التاريخ وشكلت دولاً عربية المنشأ والنشأة وتنكرت للهوية الأم!..حان الوقت لأحدهم أن يقول لإيران: يكفي.. وإن لم تنهضي من سبات التاريخ المغلوط فإن لنا درعاً ذاق أنصارك لهيبه لكنهم لم يجربوا الاحتراق في أتونه!.. فاصلة أخيرة:دمت يا خليجنا.. عربياً عربياً، وهذا يعد لغير الناطقين بها توكيداً لفظياً!